14أكتوبر تاريخ نضال يتجدد
بقلم/معمر بن مطهر الارياني
ليس خافيـا على أحد الدور الوطني الذي لعبته وتلعبه صحيفة (14 أكتوبر) في الصحافة الوطنية المعاصرة في اليمن منذ ولادتها في 19 يناير 1968م، والذي صادف أمس السبت ذكراها الحادية والخمسين.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب الصحفيين والإعلاميين في الوطن اليمني، نبعث برسالة محبة لكل من يواصل الدرب في هذه الصحيفة العريقة من صحفيين وفنيين وطباعيين وإداريين كل في مجاله لأداء رسالته المهنية والوطنية الهامة.
لقد انبرت الصحيفة منذ قيامها لتلعب دورا وطنيـًا واضحـا في البدايات الأولى عندما استقل جنوب الوطن اليمني العزيز من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، وخلال أيام من قيام السلطة الوطنية في جنوب الوطن لم تتجاوز الخمسين يومـا، انبثقت صحيفة (14 أكتوبر) في التاريخ المصادف ليوم احتلال مدينة عدن في 19 يناير 1839م، لتكون صوتـا وطنيـا مجاورا للصوت الوطني النابع من ثورة 26 سبتمبر 1963م عبر صحيفتي (الثورة) و(الجمهورية) قبلها، وصارت هذه الصحف في عهد الوحدة صوت اليمن الواحد المتعدد النبرات.
اليوم وفي ظل ما يعيشه الوطن من انقلاب المليشيا الحوثية الايرانية على الدولة ومؤسساتها، واستيلائها على الصوت الوطني لليمني الحر بصوت طائفي مقزز يعيد صدى التجربة الطائفية لإيران، في ظل هذه الظروف الصعبة، وبعد تحرر مدينة عدن من قبضة الحوثي وأزلامه، نهضت صحيفة (14 أكتوبر) لتعبر عن الصف الوطني المناهض للانقلاب، عن الشرعية الوطنية الممثلة بفخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، الرئيس المنتخب، وعن الدولة والحكومة الشرعية، لتنهض هذه الصحيفة مجددا بدورها الوطني المعبر عن الشرعية وخطابها السياسي والإعلامي في مقاومة الانقلاب الطائفي للأصوات النشاز لمليشيا الحوثي.
ستظل صحيفة 14 أكتوبر كما كانت دومـا الصوت المعبر عن الوطن، وستناضل بالقلم والفكرة والصورة كل مظاهر الانقلاب المليشياوي حتى استعادة الدولة الوطنية اليمنية على كامل أراضيها، ولتبدأ الحكومة ممارسة دورها الوطني في إنجاز وتطبيق مخرجات الحوار الوطني، ذلك الحوار الذي ارتضته جميع الأطراف والأطياف السياسية والوطنية، والذي قاده بحكمة واقتدار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.
ونحن في قيادة وزارة الإعلام كما سعينا لاستعادة صحيفة 14 أكتوبر لممارسة مهامها الوطنية على أنقاض الحرب الحوثية المدمرة على عدن وعلى مؤسساتها، فكان سعينا مظفرا في إعادة إصدار الصحيفة في ظروف بالغة الاستثناء، فإننا سنظل داعمين من أجل استمرار وتطور هذه الوسيلة الإعلامية، والمدرسة الصحفية العريقة كي تؤدي دورها الميمون في ظل قيادة مجربة مدعمة بطاقم شاب يعبر عن تواصل الأجيال.
إننا نناشد من هذا المنبر الإعلامي العزيز، حملة الأقلام الشريفة أن ينهضوا بدورهم الإعلامي والصحفي لكشف الحقيقة الزائفة لرعاة الانقلاب الحوثي على الدولة، وفضح ممارساتهم الطائفية واللاإنسانية، بحق المجتمع والمواطن، وبحق الهوية الوطنية والتربية والتعليم، وما يمارسونه من مغالطات وقلب للحقائق في ظل توجه القيادة السياسية لاستعادة الدولة إما بالحل السياسي الدائم والمستدام، أو تحقيق النصر العسكري الذي يقدم فيه ابطال الجيش الوطني التضحيات الجسام والملاحم البطولية بدعم وإسناد من اشقائنا بتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
كل ذلك سيساهم في رفع اليقظة الوطنية أمام كل تحدٍّ تفرضه علينا جماعة الحوثي وسياساتها الطائشة، ومرجعياتها الطائفية، من خلال ممارسة الدور الوطني في إيقاظ الشعور بالوطن والجمهورية من خلال رسالة إعلامية واضحة يقودها قادة الرأي، ويعد الصحفيون والإعلاميون أحد دعاتها.
ونحن نقف اليوم في كنف الذكرى الحادية والخمسين لتأسيس الصحيفة وقوف الصامتين المحزونين على غياب عدد من كوادر هذه الصحيفة على مر (51) عامـا وعلى رأسهم أول رئيس تحرير للصحيفة الأستاذ والسياسي القدير الراحل عبدالباري قاسم مع قافلة الفقداء حتى آخر فقيد للصحيفة والمؤسسة، معبرين لهم عن خالص الامتنان لدورهم الوطني في استمرارية وبقاء هذه الصحيفة على نهجها الوطني.
التحية والتقدير لكل من يناضل في جبهة الإعلام والصحافة، مؤديـا دوره الوطني المميز في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن اليمني من انقلاب مليشاوي حوثي يريد أن يفرض تجربة دخيلة على اليمن، يمن الحكمة والاعتدال والوسطية، وكل إعلامي وصحفي يقوم بهذا الدور المناهض للانقلاب، إنـما يمارس دوره في الاتحاد صفـا واحدا تحت قيادة فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لإنجاز اليمن الجديد، اليمن الاتحادي المنشود.
*وزير الاعلام