زكريا قاسم في غياهب السجون
لكي نصحوا نحتاج ان نواجه انفسنا بالحقيقية , اننا لم نخرج ضد النظام الا لكي نرسي العدل (العدالة الاجتماعية ) الذي كان غائبا , وسنخرج ضد كل ظلم وقهر وتعسف , كل من يتعمد تغييب النظام والقانون والمبررات السخيفة في اختراقه .
ارساء العدل هو اساس حل كل مشاكلنا ومعضلاتنا , دون عدل هو هراء مثقفين وسياسيين لا معنى له غير اعادة النظام المرفوض بصورة اخرى , هو استبداد بشكل اخر , و خذلان وضحك على الناس , الناس المكسورين اليوم والمخذولين من فقدان احلامهم وطموحاتهم وامالهم , غدهم المنشود في خبر كان .
اين العدل اليوم , وشواهد الظلم والقهر كثيرة لا يسعها مقالي هذا , نأخذ منها قطرة في وحل اسي من الظلم والقهر , المخفي قسرا الاستاذ التربوي زكريا احمد قاسم ابن عدن , استاذا وناشط اجتماعي تكافلي , يقدم العون والمساعدة للمحتاجين ,وعضو مجلس محلي منتخب , له شعبيته واحترامه بين الناس , قبل عام أي في يناير الماضي , اعتقل من امام مسكنه , لا يعرف لماذا اعتقل , لم يمكن متلبس بجريمة , جريمته انه مختلف عنهم في الرؤى والتوجهات السياسية , وهذا ما لا يروق المتسلطين والعقل الشمولي , الذي لا يريد غيره في الساحة , ويعتقد انه باستطاعته اعادة عجلة التاريخ للخلف للنظام الشمولي الذي يحلم به متسلطا على الناس .
هو عضو في حزب الاصلاح السياسي , المستهدف اليوم واغتيال عددا من كوادره , وان اختلفت جهات التنفيذ , يظل الهدف واحد هو استهداف هذه الشريحة , التي لا يراد لها ان تبقى في هذا المجتمع من قبل مخرج سيناريو عدن اليوم , هذه الشريحة المستهدفة تعيق تنفيذ هذا السيناريو , سيناريو بدأت فصوله , بالتحريض ونثر كم هائل من الاكاذيب والتهم الكيدية , ليهيئ الناس لتقبل انتهاكات , الذي يراها بعض من تغرر بالشائعات انها محاربة الارهاب.
بينما محاربة الارهاب والفساد هي محاربة الخارجين عن القانون , وتحتاج لتفعيل دور القانون والنظام , الذي ينص على ان المتهم بري حتى تثبت ادانته , هكذا قضية مهمة لا تحتاج للسرية , ولا للإخفاء القسري , ولا للتعذيب , لابد ان تكون مهمة وطنية وقانونية الكل يشترك فيها رجال الامن بمساندة الناس الذين عانوا من الارهاب , ولن يبخلوا بجهدهم في التعاون لمحاربة الارهاب والفساد معا , هل فعلا يحاربون الارهاب ؟! , الناس اليوم اكثرا وعيا , وتدرك ان ما يتم لا علاقة لهم بحرب الارهاب , هي عمليات مداهمة وخطف واخفاء قسري , تنتهك القانون وكرامة الانسان , في حق الدفاع عن ما ينسب للفرد , وتقديمه لمحاكمه عادلة وقضاء ونيابة , ما يتم هي سلوكيات عصابات الانظمة الفاسدة والمستبدة التي ترهب خصومها , وتلفق لهم التهم جزافا , وتعذبهم في سجونها , يموتون غرباء في ارضهم ويدفنون في العراء خلسة .
اسرة المجني عليه توكد اعتراف الامن انه في قبضتهم منذ اليوم الاول للاعتقال , ثم لم يسمح لهم بزيارته , واليوم تصلهم اشاعة انه فقد الحياة (مات ), وهم يسألون عن هذه الحقيقة , وسبب الموت , هل مات تحت التعذيب كغيره من المعتقلين , كل هذه الاسئلة لا مجيب لها ولا تجاوب مع المطالبات بكشف الحقيقة والاخفاء القسري , اطفاله وذويه ومناصريه محتجون امام مقر وزير الداخلية تحت اشعة الشمس , دون اكتراث , ظلم وقهر وتعسف , اهمال ولامبالاة , هذا هو الرهان الخاسر للدولة العادلة , لوكان لديهم ما يدين المذكور , لملأوا الدنيا صخبا , و واجهوا المحتجين بالحجة , فلا حجة لهم هم في ازمة , ولا ملف للقضية يراد فتحه .
هذه صورة من صور عدة , بما يسمى محاربة الارهاب زورا وبهتان , والحقيقة هي استهداف لشريحة معينه سياسيين وتربويين ونشطاء واصحاب راي , ومعارضين لمشروع سياسي , يتم تصفيتهم خارج اطار النظام والقانون , بطريقة العصابات والانظمة المستبدة هي انتهاكات جسيمة تضع اصحابها تحت طائلة القانون والدستور والمعايير القانونية والاخلاقية لحقوق الانسان , هي جرائم لا تسقط بالتقادم سيقدم اصحابها اجالا ام عاجلا للمحاكمة وسينالون جزائهم .
مهما حاول المتسلطون اليوم والمنتهكون تغييب القانون والعدل , سياتي اليوم الذي ينتصر فيه الحق , ويرسى العدل على الارض وما اجمل العدالة الاجتماعية عندما تنصف الضحايا وتدين المجرمين وغدا لناضره لقريب .
احمد ناصر حميدان