كلهم معاريد يا مولانا !
د كمال البعداني
وانا اتابع الزيارات المتلاحقة للإمارات ، من قبل العديد من المسؤولين اليمنيين بمختلف مستوياتهم المدنية والعسكرية السرية منها والعلنية ، وكيف انهم يرجعون من هناك بمواقف مغايرة تماماً تختلف عما كانوا عليه، حتى ان الكثير منهم عادوا من هناك منكرين لهويتهم اليمنية ، كلهم تغيروا بإستثناء اقل من عدد اصابع اليد الواحدة الذين ثبتوا .
اقول وانا اتابع ذلك تذكرت واقعة طريفة شهيرة حدثت في عهد الإمام يحيى حميد الدين ، وقد قراتها في اكثر من مكان.
فقد وصل اليه خبر ازعجه كثيراً ،وهو ان بعض الشباب يترددون على بيت يهودي يمني في اطراف مدينة صنعاء ليشربوا الخمر هناك ، بما فيهم بعض اولاد الامام يحيى ( سيوف الاسلام ) .
قام الإمام على الفور بإستدعاء اليهودي ليسأله وجهاً لوجه ، حضر اليهودي ووقف خائفاً مرتعشاً بين يدي الامام الذي سأله عن اسماء زبائنه ..
في البداية انكر اليهودي واقسم بايمان مغلظة بأن احدا من المسلمين لا يدخل بيته لشرب الخمر او لغيره ، فلم يصدقه الإمام يحيى وهدده بالحبس والعقاب قائلاً له : حتى اولادي مسختهم يا يهودي !
وهنا صاح اليهودي وقال : اتكلم يا مولانا ولي الامان ! فقال له الإمام لك الامان . غير ان لسان اليهودي انعقد ولم يستطيع الكلام ، خوفا من وصول الخبر الى اولاد الإمام ولاشك انهم سيعاقبونه شر عقاب .
ادرك الإمام يحي سبب خوف اليهودي فأعطاه ورقة بياض كبيرة وقال له : اكتب لي الأسماء كاملة هنا . ولن يعرف بها أحد .
استلم اليهودي الورقة وبدا يكتب ثم يتوقف ويفكر طويلاً ويعود للكتابة . طال انتظار الامام الذي كان منشغلاً ببعض الحاجات ، وبعد فترة من الوقت ، نهض اليهودي وتقدم من الإمام منحنياً وخائفاً ووضع الورقة في يده ! وبمجرد ان نظر الإمام في الورقة صاح بغضب : لك بتكتب ساعة يايهودي وتدي لي اسمين اثنين بس !
اجابه اليهودي وهو مرتعد من الخوف :
يامولانا .. قائمة المعاريد كبيرة قوي !
قلت اختصر لكم الموضوع فكتبت لكم الذي مابيشربوش ! اثنين بس! فصرخ الإمام : كيف يايهودي ! اثنين بس الذي مايشربوش !
قال اليهودي : انتوا اديتوا لي الأمان وانا اديت لكم الصدق !
فصاح الإمام وضرب بكفيه على فخذيه وقال : يعني كلهم معاريد يايهودي !
اجابه اليهودي ؛ كلهم معاريد يامولانا !
#كمال_البعداني