بعضهم كارثة على الوطن بكل ما تحمله الكلمة من معنى , مهما حصل على مؤهلات , او تولى مهام وتبوئ مسؤوليات , مهما تقلد من رتب عسكرية , يضل الجهل والعصبية مسيطرة عليه , والجاهل والمتعصب من سهل جدا ان يكره ويحقد ويكون عنصري بسبب او دون سبب .
الوطن يعاني من هكذا عقلية وبالذات الجنوب ومنه عدن , عقلية تفرز كراهية وحقد وعنصرية , كارثة على الجنوب وعدن تسبب تشوهات ثقافية وفكرية فيهما .
هناك نشاط محموم في رصف وترميم شوارع ومتنفسات عدن , تعيد لعدن وهجها ورونقها وجمالها الاخاذ , ترمم ما خلفته الحرب والغوغاء والفوضى من خراب وتدمير , في قلع بلاط واحجار الارصفة والجزر المرورية , والاشجار واعمدة الانارة , وحرائق الاطارات , ومخلفات الانفجارات والبناء العشوائي .
ولازالت تلك العقلية التي لا يروقها أي عمل ايجابي او اصلاح , الكاره الكل جمال وتشذيب وتنميق , فتبث سمومها في الوسط الاجتماعي , تحرض بعض الشباب المتحمس , حماس غير عقلاني , ضد أي عمل يعيد للحياة الطبيعية نبضها , ويعيد لحركة الدولة على الارض في ضبط ايقاع الحياة امنيا واجتماعيا واقتصاديا , تحريض مناطقي ضد المقاولين والعمال ذات الاصول الشمالية , يدفع بعض الشباب لممارسات البلطجة , تحت مبررات واهية , وهناك حوادث وجرائم ارتكبت , بحق هولا العمال , اطلاق نار تهديد وضرب مبرح , وبعضهم تطاول بشكل مقرف بحق هولا , وقام بهد ما بني وتكسير ما انجز ,بمبررات لا علاقة للعمال والمقاولين بها .
هذه المشاريع تتبع البنك الدولي , وهناك صناديق مسؤولة عن هذه المشاريع , بمناقصات ومعايير منضبطة ورقابة على المشاريع , مشاريع من الواجب القانوني والانساني والوطني على المجتمع والسلطة والمعارضة حمايتها , وتوفير الظروف المناسبة لتنفيذها من أنشاء واستكمال بشكل سلس وسليم .
من الفروق الفردية كلا يعبر عن ما فيه , العفن لا يملك غير تقديم مزيدا من العفن وروائحه النتنه , والطيب يقدم المزيد من الطيب وروائحه الجميلة , بعض الاحياء السكنية كان مثال طيب للمدينة في تعاملهم مع العمال , برقي ومسؤولية , يقدمون كل وسائل الممكن لتسهيل تنفيذ العمل , وصلت لوجبات الافطار والشاهي وماء الشرب , كرم ورقي واخلاق عالية , هذه هي عدن بكل تنوعها الفكري والثقافي والعرقي والعقائدي , وفيها الشواذ ارخص القوم اخلاقا سيئين ومسيئين لأنفسهم ولعدن في سلوكياتهم وتعاملهم , ابتزاز وبلطجة وعنصرية , منهم الفاعلون والمتواطئون , ابتزاز للمقاول , وانتهاك لكرامة وحق الانسان مقاول او عامل , واخطر هذه الانتهاكات التي يستخدم البعض فيها طقم عسكري وزي عسكري ورتبة عسكرية أو وظيفة حكومية , الاستخدام الفاسد للمسؤولية , والجندي المناط به حماية السلم الاجتماعي وايقاف الخارجين عن القانون , والذي ترك الجبهات ليستعرض عضلاته على المساكين الضعفاء , الذي لا حولا لهم و لا قوة , لا يستطيعون اليوم الدفاع عن انفسهم في مجتمع فيه كارهون وحاقدون وعنصريون .
هناك تحريض واضح من قبل مرضى العنصرية , تصدينا لهم وكتبنا عنهم كثيرا , و واجهنا المتاعب , لحرصنا على هذا المجتمع الجميل والرائع , وهذه ممارسات دخيله عليه ومسيئة للمدينة وابنائها الطيبين من شواذ القوم .
المزعج في الامر تواطئ من قبل بعض الجهات المسؤولة , او عجزها في معاقبة المنتهكين والبلطجة , في ظل سلطة محلية واجهزة امن ومكونات امنية لا تقدم غير العجز في حماية مشاريع الدولة والمنظمات الدولية , مشاريع تشذيب وتجميل المدينة , لأسباب عدة بعظهم للأسف مصابون بنفس الداء , والبعض الاخر تأخذه رياح وزوابع الواقع حيثما تريد ويسلم نفسه لها , خوفا من أن يفسرون موقفه وفق اهوائهم المريضة , المريضة التي تقول خليهم يسرقوا ويعبثون ويبسطون ويستبيحون كجنوبيين , كما عبث الشماليين , عبارة صدمتني مجرد سماعها من كان يرفع راية الاشتراكية الاممية ودرس في اكاديمية شرقيه , وعلى اكتافه طير وكم نجمه , ولدية عقلية تبث كرها وعنصرية .
احمد ناصر حميدان