السبت الأسود…
تعز تحت تهديد صواريخ 'أبو العباس"
تقرير : موسى المقطري
لم يعيش التعزيون يوما مؤلماً ومخيفاً كالسبت الأسود الذي ظهر فيه قائد عمليات جماعة "ابو العباس" محمد نجيب يهدد باحراق المدينة بالصواريخ الحرارية التي تسلمتها الجماعة باسم "مقاومة الحوثي" ولم تجد طريقها إلى جبهات المواجهة معه .
تجرع سكان تعز ولازلوا الأمرين من صواريخ الحوثي وحصدت الهجمات الصاروخية عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين ، ولا يوجد حي سكني إلا وطالته القذائف الصاروخية منذ العام 2015 وحتى اليوم ، لكن لم يكن يدور بخلد أحد أن هناك تهديد صاروخي اشد يأتي من داخل "المدينة القديمة" .
السبت 23 مارس/أذار الحالي كان الأشد رهبة لدى سكان المدينة وهم يتابعون بثاً مباشراً لقائد عمليات أبو العباس على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يظهر فيه مع مجموعة من معاونيه يستعدون لمعركة مع قوات حكومية تشكلت وفق قرار من المسؤل المحلي الأول "محافظ المحافظة السيد نبيل شمسان" وفي مقطع البث الذي انتشر بسرعة رهيبة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة يظهر "محمد نجيب" وهو يقول : "هاتوا الصواريخ ، اقسم بالله اليوم ساحرق تعز" ويطلب من معاونيه احظار الصواريخ ليظهر احدهم حاملاً بعضا منها .
وتردد في المقطع الذي يقع فيما يقرب من خمس دقائق ذكر عدد من المساعدين الذين يجهزون الأسلحة والذخائر للإعتداء على المدينة حيث تردد ذكر "هشام - حمادة - صلاح - محمد طلال - الشيخ - عم محمد" . كما ظهر فيه "محمد نجيب" يأمر مساعديه باقتحام "الصيدليات" ومخازن بيع المواد الغذائية "البقالات" .
وفيما لم يعرف من هم الذين ذكر أسمائهم "محمد نجيب" إلا أن ورود لفظ "الشيخ" يشير إلى تواجد أحد القيادات العليا في الجماعة ، إذ درج على تسمية القيادات المهمة بهذا الإسم ، و يحلو لأفراد الجماعة مناداة قائدهم الأهم بـ "الشيخ ابو العباس" .
حالة من الترقب والحذر المشوب بالخوف بين سكان المدينة تبعت نشر هذا المقطع وخاصة أنه ترافق مع حوادث قنص نفذها مسلحون يتبعون نفس الفصيل في "الباب الكبير" و "التحرير الأعلى" و "باب موسى" قتلت وجرحت عدد من المدنيين تؤكد الأخبار أنهم لا يقلون عن سبعة اشخاص بينهم إمراءة .
وخلال ساعات الترقب الذي كان فيها الخوف سيد الموقف يبدو أن القوات الحكومية تمكنت من إجهاض عمليات اطلاق الصواريخ التي كان يعدها "محمد نجيب" وخلال ساعات النهار سمعت اصوات اطلاق رصاص متفرقة، وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من "المدينة القديمة" والتي تبين لاحقاً من خلال مقاطع مصورة بثها مواطنون أن مسلحي "أبو العباس" كانوا يصبون مواد حارقة "يعتقد أنها وقود السيارات البترول" بوسط الأحياء المدنية ثم يقومون باشعال النيران والذي شكل خطرا محققاً على القاطنين في تلك الأحياء ، وتزيد من نسبة الخوف والهلع وسط سكان المدينة ، وخاصة بعد تداول أخبار لم تكن صحيحة ان اعمدة الدخان التي تصاعدت كانت بسبب حريق في مخازن تحوي أسلحة وذخائر تتبع جماعة "ابو العباس" المصنف قائدها ضمن القوائم الدولية لداعمي الإرهاب .
كما تداول السكان المحليون الذين تواجدوا بجانب مستشفى محلي "مستشفى المظفر" أخباراً متطابقة أن أحد مسلحي الجماعة اطلق النار من بندقية ألية "كلاشنكوف" على خزان لوقود الديزل خاص بمولد المستشفى مما أدى لاحتراقه .
السبت كان عصيباً على سكان مدينة تعز ، توقف فيه حركة المدنين وخلت أغلب الشوارع من المارة ، ومع قدوم يوم الأحد كانت الحكومة تعلن عبر لجنة كلفها رسمياً شمسان تسلمها المدرسة التي كانت تتخذها جماعة "أبو العباس" مقراً رسميا لها ، وتناقل ناشطون صوراً ظهر فيها أول تواجد رسمي لممثلين عن الحكومة في المدرسة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ، ويعتقد أن المدرسة المخصصة للأناث في "المدينة القديمة" ستفتح أبوابها قريباً لتمارس دورها التعليمي من جديد .