لولا ثورة الشعب الفبرايرية لأستمر الوضع على ماهو عليه .. المخلوع الهالك علي عفاش رئيساً لليمن شمالاً وجنوباً وإن مات سيورث الحكم والسلطة إبنه أحمد ، ولكانت الدول الداعمة له في فترة حكمه ستستمر في دعم إبنه طالما وأنه على نهج أبيه في توزيع الثروات فيما بينهم وتجويع الشعب وإبقاء اليمن دولة فقيرة ومتخلفة منزوعة السيادة ، وتأجير المنشآت الحيوية لهذه الدول بأسعار زهيدة لإيقاف تشغيلها وتعطيلها عن العمل ، ومثال على ذلك ميناء عدن الذي كان مؤجر لدويلة ساحل عمان بأبخس الأثمان .
ثورة فبراير الشعبية أطاحت بفرعون العصر اليمني علي عفاش وجاءت بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً ، فدشن عمله بإصلاح ما تم إفساده في عهد سلفه الهالك علي عفاش ، وبدأ أولاً بهيكلة الجيش العائلي على أسس وطنية ، ثم بفسخ عقد الإيجار لميناء عدن وإعادته لحضن الدولة ، وهذا ما أثار حفيظة دويلة ساحل عمان وشعورها بالإهانة والتقزيم ، لذا قررت الإنتقام من صاحب قرار فسخ العقد ومحاربته من خلال إعادة منتجات وبضاعة عفاش الفاسدة وتشكيل مليشيات رخيصة لتحاربه بهذه البضائع الفاسدة والرخيصة .
لو كان فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي على شاكلة الهالك عفاش وبضاعته الفاسدة لكانت الأمور لن أقول على خير ما يرام بل سأقول على ما كانت عليه في عهد الهالك ، وبما أنه رمز وطني يريد تطوير بلده والإرتقاء بشعبه ليتمتع بثرواته المتنوعة ويرسخ مبدأ تداول السلطة وغيره من المزايا والأنظمة المعمول بها في دول العالم المتطورة ، وكل ذلك جاء في مخرجات الحوار الوطني وفي مشروعه العظيم اليمن الإتحادي ، وهذا ما أزعج بعض الأنظمة وعلى رأسهم دويلة ساحل عمان المنشقة من سلطنة عمان ، فقيام مشروع اليمن الإتحادي سيفقدها الكثير من المطامع والمطامح ، وهاهي الآن تسعى لتعطيله والعودة ببلدنا والشعب اليمني إلى ما قبل الثورة الشعبية .
صمت فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عن خساسة هذه الدويلة المارقة يثير غضب وإزعاج الكثير من الناس وهذا شعور طبيعي جداً ، فكيف لدويلة تُعَد من أواخر مواليد دول العالم ولا تاريخ لها وجغرافيتها محصورة في 83600 كم2 وسكانها ناعمي الملمس لايتعدى عددهم عن 9500000 نسمة وغالبيتهم إيرانيون وأجانب تفعل عظائم الأمور والإنتهاكات وتسعى للتحكم في سيادة دولة مثل اليمن ذو التاريخ الأصيل والجغرافيا الواسعة الممتدة على مساحة 528000 كم2 وسكانها خُشْن الملمس يفوقون الثلاثين مليون مواطن يمني أصيل في الداخل ومجهولي العدد في الخارج بسواعدهم ساعدوا في بناء دول عتيقة ودول حديثة العهد ؟ .
الإجابة عن السؤال أعلاه وما خلفه من أسرار عن صمت فخامة رئيس الجمهورية يتطلب الكثير من الشرح والتفسير وكشف الكثير من الخفايا والأسرار ، وكل من قتله الشجن لمعرفتها أقول له لا تستعجل فالزمن القادم مليء ومثخن بالمفاجاءت وستعرف كل شيء في حينه فالصبر طيب ، وكل من إتهم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بالخيانة ليستمر في الحكم أقول له عندما تسمع أن أخوه الشقيق ناصر منصور هادي أُطلِقَ سراحه من الأسر بصفقة سرية فحينها لك الحق أن تتهم فخامته بالخيانة ، ولنا مقام آخر بهذا الشأن في مقال قادم أسميته جدي الميسري والأخوين هادي .
علي هيثم الميسري