الحوثي وظهور الأمم المتحدة أمام العالم بثلاث صور
محمد عبدالله القادري
الكثير من نخب العالم وشخصياته الاعتبارية ومكوناته المتعددة الموزعة على شتى بقاعه ، تتجه انظارهم نحو الأمم المتحدة من حيث عملها في اليمن في ظل بذلها لجهود كثيرة هدفها ايقاف الحرب وتحقيق السلام.
الجميع يترقب النتائج ويراقب نوعية التعامل ، ويفرز المعطيات ويقارن التعاطي مع مسار السلام ، ليقيم على ضوءها نجاح الدور الأممي او يحكم على فشله ، ويصنف موقعه مما يدور ويحدثً سلباً او ايجاباً.
تحقيق السلام في العالم تتم عبر طريقتين وكل طريقة تفرض على الامم المتحدة اتخاذ موقف نحوها.
الطريقة الأولى: عبر المفاوضات والاتفاقات وهنا يجب ان تكون الامم المتحدة في موقف وسط بين اطراف النزاع وجمعهم على طاولة تصالح لدعم اتفاق بشرط ان لا يخل بأي قانونية ويتجاوز أي مرجع دولي.
الطريقة الثانية : وهي الطريقة التي يتم استخدامها بعد فشل الطريقة الاولى ليتم تحقيق السلام عبر القوة من حيث الحسم العسكري ، وهنا يجب على الامم المتحدة ان تقف في صف صاحب الاحقية ضد المعرقل للسلام ورافض تنفيذ الاتفاقات ، وغير المستجيب للمفاوضات والمصالحة .
الامم المتحدة ليست جهة متطوعة حتى تقف وسطية بين الاطراف عند المفاوضات والوصول لاتفاقات ثم في حالة عرقلة طرف للاتفاقات تبقى في موقف وسطي دون ان تنحاز للطرف ذو الامتثال والالتزام بالاتفاقيات ضد الطرف المعرقل .
فالامم المتحدة عليها واجبات نحو كل دول العالم يجب تنفيذها منطلقة من المواثيق والقوانين التي تحدد تعاملها المطلوب مما يفرض عليها القيام بدور ايجابي في كل العالم في حال تحقيق السلام عبر المصالحات والاتفاقات يتمثل في الوقوف ضد كل من لا يلتزم بالاتفاقات ، مالم فإنها متواطئة ومراوغة وسلبية وفاشلة ، بل ومحاربة للسلام الذي تدعي انها تريد تحقيقه.
اتفاق سوكلهوم بشأن اليمن ، سيظهر ثلاث صور جلية للأمم المتحدة أمام العالم ، وهذه الصور حددها ورسمها والتقطها نوعية التعامل الأممي مع الطرف المعرقل لتنفيذ الاتفاق ليكون سبباً في عرقلة السلام .
كل المؤشرات والدلائل والحقائق تبرهن ان الحوثي لم يلتزم باتفاق السويد وهو الجهة المعرقلة للسلام والرافضة لايقاف الحرب .
وعلى ضوء تعامل الحوثي الخاطئ مع اتفاق السويد ، ستظهر ثلاث صور للأمم المتحدة كل صورة تحدد نوعية الموقف الاممي نحو الحوثي.
هذه الصور ايضاً ستوضح حقيقة الامم المتحدة للعالم من خلال تعاملها في اليمن مع الطرف الانقلابي الحوثي.
الصورة الأولى : محترمة .
وهذا من خلال تعامل الامم المتحدة عبر اتخاذ موقف قوي ضد الحوثي الذي اتضح جلياً عرقلته للاتفاق المرسخ للسلام ، وهو ما يجعل الموقف الاممي مرجح مع الشرعية والتحالف العربي لتأييد ومساندة الحسم العسكري.
هذا الموقف سيجعل الامم المتحدة تظهر بصورة ايجابية محترمة امام العالم يدل على احترامها لنفسها والقيام بواجباتها وصوابية وعقلانية ومنطقية وموضوعية تعاطيها مع الواقع لتحقيق السلام.
الصورة الثانية : مطية .
وهذا من خلال استمرار موقف الامم المتحدة في دعم الحوثي المعرقل للسلام وعدم ردعه لتمنحه بهذا التعامل قوة التمرد على الاتفاقات وتشجعه على مواصلة الصراع والحرب وتساهم معه في اعاقة مسار السلام ، وهنا ستظهر الامم المتحدة امام العالم بصورة مطية يستخدمها الحوثي في اليمن ، تجني من وراء ذلك الاستخدام مصالح مادية كونها تنظر للحرب كمصدر ربح تحصل عليه عبر العمل لبقاء الصراع والمتاجره بمعاناة اليمنيين .
الصورة الثالثة : شحات
وهذا من خلال استمرارها بالمطالبة والتوجه نحو المفاوضات والجولات رغم فشل كل ما سبق منها واتضاح عرقلة الحوثي لتنفيذ الاتفاقات.
هنا ستظهر الامم المتحدة امام العالم كشحات تشحت السلام من الحوثي دون ان تحصل عليه ، وهو ما يعني احتقار الحوثي لها ومسخرته بها ، وكان المفروض عليها ان تحترم موقعها وتتخذ موقفاً مناسباً يردع الحوثي ويبين للعالم قوتها المستمدة من قوة مركزها العالمي.
أعرفتم قصة ذلك الشحات الذي ذهب ليشحت من احد الاشخاص فقال له امشي على سبعة شوارع وفي اخر شارع امشي على سبع عمائر وفي اخر عمارة ادخل لسبعة ادوار وفي اخر دور مر على سبع شقق وفي اخر شقة فتش في سبع غرف وفي اخر غرفة ستجد سبعة دواليب وفي سابع دولاب ستجد مصحف هاته وسأحلف لك يمين ما معي ريال .
كذلك هي الامم المتحدة الذي تطلب من الحوثي السلام ، والحوثي قال لها اعقدي سبع مفاوضات وبعد سابع مفاوضة اعقدي سبع جولات وبعد سابع جولة ابرمي سبعة اتفاقات وبعد سابع اتفاق قرري سبع استراتيجيات وبعد سابع استراتيحية اعتمدي سبع اليات وبعد سابع آلية ارسلي سبع بعثات وبعد سابع بعثة اعقدي سبعة اجتماعات وفي سابع اجتماع سنأتي بملزمة سيدنا حسين ونحلف بعزة إيران ما نعرف اي سلام ولن تحصلوا منا في اليمن على أي سلام.
ثلاث صور ستلتقط في اليمن للأمم المتحدة وتظهر للعالم .
محترمة ومطية وشحات ، وكل صورة تعبر عن تعاملها مع الحوثي ، وهي الان بين الاختيار ، اما ان تظهر بصورة محترمة تدل على تعاملها الايجابي ، او صورة مطية وشحات تعبر عن تعاملها السلبي والخاطئ الذي سيحرقها ويشوهها امام العالم بل والتأريخ إلى الابد.