{ جدِّي الميسري والأخوين هادي }
ما جاء فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي على كرسي الرئاسة ليموت ملتصقاً فيه ، بل جاء ليُحِقَّ الحق ويرفع الباطل عن الشعب اليمني ثم يذهب ليرتاح ماتبقى من حياته بعيداً عن السياسة التي أنهكته ، فهو لم يجني ثماراً منها إلا ثمرة واحدة فقط ولن يقطفها إلا يوم العرض الأكبر عندما يقف أمام الله عز وجل وخلفه أُناساً وجوههم مكفهرة يتصبب العرق من كل جزء من أجسادهم فيقول يا الله هؤلاء ظلموني شتموني ولعنوني وإتهموني بالخيانة وأنا براء منها .. والله يعلم بمظلمته ويقتص له منهم فيمتلئ ميزان حسناته في يوم الحسرة يوم لا يُظلم فيه أحد .
لدي صديق عزيز ما انفك يشككني بمصداقية ووطنية وأمانة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وصدق نواياه ، ولطالما يقول لي صديقي بلهجته البدوية : أشوفك يا بر أميسري تتمدح بعبدربه وتطبل له شي ينديك راتب أو شي مقابل ما تكتب ؟ رعك أتعبت عمرك بمكتابة ومستحيل تكتب بدون مقابل ، فأقول له أيُعقَل أن كل الذين يكتبون عن فخامة الرئيس ويدافعوا عنه يستلموا رواتب مقابل كتاباتهم ؟ يا أبو فلان أنا عندما أكتب عن فخامة الرئيس فأنا أكتب عن مشروع وطن وشعب مشروع حرية وكرامة مشروع للأجيال القادمة ، مشروع اليمن الإتحادي بمجرد أن يتحقق سيتحقق العدل وستعود وأسرتك إلى بلدك أعِزاء كِرام عِوضاً عن حياتكم البائسة في الغربة ، سأسألك سؤال : لماذا لا تعود إلى بلدك ؟ قال لي لا أستطيع فأنت تعلم عن الوضع المتأزم في اليمن ، فقلت له إذاً لماذا لم تعود قبل الوضع المتأزم ؟ قال لي أنت تعلم عن حال اليمن في السابق ، فقلت له إذاً إذا تحقق المشروع ستعود لبلدك وستعيش الحياة الكريمة وأنت تعلم بمدى الثروات التي تزخر بها اليمن .
لم أستطِع إقناع صاحبي فكلما أحاول إقناعه بشيء يباغتني بأوهامه وشكوكه وعن إستحالة قيام مشروع اليمن الإتحادي ، ثم يقول لي أنت تعيش في الوهم .. صدقني في مؤامرة على اليمن بإستمرارية الحرب ليعيش اليمن تحت الوصاية وعبدربه شريك في هذه المؤامرة ، فأقول له وما بال أفراد أسرته الذين أستُشهِدوا في معركة القصر الجمهوري ؟ هل قتلهم برصاص مليشيا الحوثي الإنقلابية كان سيناريو لتمرير هذه المؤامرة ؟ فيقول : قد يكون ليس هناك قتلى مجرد إعلام إدعته وسائله الإعلامية ، فأقول له وما بال القيادات الأسرى محمود الصبيحي وفيصل رجب ومحمد قحطان ومن ضمنهم أخوه الشقيق توأم روحه العم ناصر منصور فك الله أسرهم أيضاً ليحبُك بهم المؤامرة ؟ فيلتزم الصمت ويسكت قليلاً فيقول أنا أدري أنك تدافع عن عبدربه لإنه من أبين وإن كان ليس من أبين لن تدافع عليه وأنا أعرفك يا بر أميسري باتلعن جدفه ، فألتفت إليه ولا أدري أضحك أم أبكي فشر البلية ما يضحك .
صديقي هذا قلبه أبيض ولكنه لا يستقر برأي فحيناً يكون مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وحيناً آخر يتحول ضده وهناك الكثير من أمثاله ، وسبب تحول مواقفهم هو الحالة البائسة التي يعيشها كثير من الناس ، ولم أشاء حينها أن أقول لصاحبي قصة فخامته مع توأمه الروحي العم ناصر خوفاً من أن يفاجئني برد أفقد أعصابي معه وأنط من سيارته وهي تمشي كما حصل في أحد المواقف ، ولكنني في مقامي هذا ومن خلال مقالي سأوضح بعض الأمور ليس له بل للكثير من الناس الذين هم على شاكلة صاحبي هذا البدوي .
في زمن شباب فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي كان فخامته وأخوه الشقيق العم ناصر منصور علاقتهما كتوأمان لا يفترقان إلا لضروريات الحياة ، فكانا ملازمان لبعضهما وكأنهما روح واحدة في جسدين منفصلين ، ولم أعرف هذه الحكاية إلا قريباً حينما كلمني إبن عمي عن حكايتهما فقال لي هل تعلم يا علي أن جدي عبدالله الميسري كان صديق حميم لوالد الرئيس عبدربه وقد تكون التجارة جمعتهما ، فكان عندما يذهب منصور هادي أبو الرئيس عبدربه وخصوصاً في يوم الجمعة إلى دثينة ينزل ضيف عند جدنا عبدالله أحمد الميسري وكان يصطحب معه الأخوين عبدربه وناصر منصور ، وإذا ذهب جدنا للوضيع لا ينزل إلا في ضيافة الجد منصور هادي ، وكانا لا يفترقان كأنهما رجل وظله .
لم أشاء أن أذكر هذه الحكاية ولكن للتوضيح لكل من أساء أو شَكَّك بفخامة رئيس الجمهورية الوالد عبدربه منصور هادي حتى لا يندم في يوم لا ينفع الندم ، ففخامته يمتلك قلب كبير يتسع لكل فرد من أفراد الشعب اليمني ، وطيبته ليس لها حدود ولا يترك للضغينة مكان في قلبه ضد أي مخلوق حتى ممن أساءوا له ، وحمل على عاتقه كل تبعات الأزمة والمسؤوليات المترتبة عليها لأجل الشعب ، وتعرض للخيانة والطعنات عدة مرات ومن عدة جهات ومن مقربين وصبر وتصابر وتحمل أيضاً لأجل الشعب اليمني ، ولا داعي أن أذكركم بمن سلمهم زمام الأمور في الجنوب فخانوه ، وستسمعون قريباً عن الكثير من الخونة وستكشف لكم الأيام والأحداث القادمة صحة ما قلته ، إذاً أليس من حقه علينا أن ندافع عنه ؟ وليس ذلك فحسب بل نفتديه بأرواحنا .. لله درك يا أبو الشعب اليمني .
علي هيثم الميسري