ما أن تصل نقطة العلم قادماً من حضرموت وتنهي إجراءات التفتيش وتبدأ بالتحرك باتجاه خور مكسر تتشابك أحاسيسك بالخوف والرهبة والاضطراب والتوتر, كيف لا, وأنت داخل مدينة أصبح مشهد القتل فيها صناعة تنتجها مليشيات مسلحة, مدينة أصبح فيها اختطاف المرضى من المستشفيات وقتلهم بدم بارد وترك جثتهم على قارعة الطريق دون شفقة ولا رحمة, مدينة تستبيح فيها المليشيات المسلحة لنفسها السطو على أراضي المواطنين بقوة السلاح, مدينة تنتشر فيها المليشيات المسلحة والخارجة عن القانون وتفرض سطوتها على المدنيين, وصارت هذه المليشيات أمراَ واقعاً مرعباً, مليشيات باتت تفرض قانونها الخاص في عدن, مدينة ازدادت فيها عمليات الاغتيالات بشكل عنيف وصادم . في عدن فقط تتحرك وتُبحر سفينة الضياع وفقدان الأمن والأمان وانتشار للمليشيات المسلحة بخطوات ثابتة, فلم تعد عدن تلك التي عهدتها , فقد سقطت المدينة في براثن مليشيات مسلحة تصول وتجول دون حسيب أو رقيب وأصبح شرها مستطير, و سقوط أمني غير مسبوق تشهده العاصمة المؤقتة عدن, وانفلات أمني ينذر بكارثة ستطال الجميع, نخب أمنية مشوهة تلوثت أياديها بدماء أهلنا الطيبين المسالمين, فتنة مناطقية تلوح بالأفق . ما يحدث في العاصمة المؤقتة عدن مُنذ تطهيرها وطرد الانقلابيين الحوثيين الإرهابيين تشيب له الولدان وتقشعر منه الأبدان, ما يحدث في عدن الأمن والسلام يجعل المرء يقف حائراً ومتسائلاً, لمصلحة من ومن المستفيد بالدرجة الأولى لما يحدث ؟ ما يحدث في عدن يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك إننا نعيش في مدينة فاشلة أفشلتها المليشيات المسلحة, لذا فلا وجود فيها لقانون أو إي قيمة, فما يحدث في عدن تنكيل بالبشر والشجر والحجر من ذوي القربى, فظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المُهند, كما انه الظلم العميق الذي لا تمحوه حوادث الأيام . أخيراً أقول... لم يقتصر سقوط الانفلات الأمني بعدن على السطو المسلح على أراضي وعقارات المواطنين, بل امتدت شباكه لتطال حرمة المرضى في المستشفيات الذين يفترض إنهم في امن وأمان, فلتذهب المليشيات المسلحة إلى الجحيم, وتبقى عدن بمواطنيها الطيبين الأخيار رغم انف الكارهين للحياة, والله من وراء القصد . حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والاستقرار والازدهار .