جبهة ثرة أم الجبهات

2019/06/07 الساعة 08:33 مساءً

جبهة ثرة إنها أم الجبهات:

بقلم/ أنور الصوفي


    اليوم الثالث من أيام عيد الفطر كانت الرحلة تجاه جبهة ثرة بقيادة ربان إعلام أبين الدكتور ياسر باعزب، ومدير إعلام لودر الأستاذ جهاد حفيظ، والقلم المتميز والأنيق فهد البرشاء، والقلم المجاهد منصور العلهي، والمصور الرائع حكيم جهاد،   وصلنا الجبهة فكانت باستقبالنا أسود، ويا لهم من أسود، رجال يسكنون المنعطفات الجبلية، ويلتحفون السماء، ويعيشون بين زمهرير برد ثرة القارس، يبتسمون، ويضحكون، ديدنهم النصر، ولا ديدن لهم سواه، يتمنون استلام التوجيهات لاقتحام حفر العدو، ولكنهم ثابتون، فساعة الحسم لم تحن بعد، تفحصنا الوجوه فوجدناها تتوقد إصراراً على النصر، تجاوزنا منعطفات ثرة الكثيرة، والخطيرة، فكدنا  نصل قمتها، توقفنا عند آخر نقطة فيها يرافقنا مدير المركز الإعلامي المرابط هناك الأستاذ محمد جمال، وصلنا الصفوف الأمامية، فوجدنا ليث يتقدم الصفوف، فسألنا عنه، فقالوا لنا: هذا قائد الجبهة طه حسين رجل متواضع، وصبور، استقبلنا القائد بابتسامته المتواضعة، فعندما رأيناه، رأينا النصر يلوح من بين عينيه، ومن عزيمته التي لن تلين.

  طه حسين ورفاقه، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فحافظوا على جبهتهم، فنازعتنا أنفسنا لزيارتهم، ظننا قبل ملاقاتهم إننا سنلتقي بهم وهم يختبئون أسفل الجبل، ولكننا وجدناهم رجالاً  ترنو أعينهم لقمة الجبل، وتتوق أنفسهم لتوجيه من قيادتهم لاقتحام مخادع العدو، ولكن اللحظة التي يتمنونها لم تحن بعد.

   طه حسين ورفاقه، وجبهة ثرة شرف، وفخر للمقاومة التي ثبتت، ولم تبرح مواقعها حتى تستكمل النصر.

  لم تحن اللحظة بعد لاقتحام قمة ثرة التي لم يحجبها عن أسود المقاومة سوى بضعة أمتار، ولكننا رأينا عزيمة وإصراراً من هؤلاء الأبطال للقضاء على كل من تسول له نفسه المساس بالوطن وأمنه.

  جلسنا بين صفوف المقاتلين، فالقائد يتقدم الصفوف، فلم يكن بد من أن نكون في طليعة المتقدمين، أحاطونا بعنايتهم، فقال قائدهم: سلامة الزائرين تهمنا، لهذا لم يتركنا نمكث بينهم طويلاً، فلهذا غادرنا المكان، فبدأت تلك الأسود تنتشر في كل مكان، تلفت يميناً، ويساراً فلم أجد إلا الغيوم تقبل رؤوسهم، وتباباً ينتشرون على قممها، يحرسون الوطن، ويؤمنون المواطن، فتمنينا البقاء بين صفوفهم، ولكن القائد كان يقول: الإعلام ثلثي الجبهة بالنسبة لنا، فرسالتي للقيادة السياسية، وللتحالف العربي، ولكل وطني شريف بأن يقدموا الدعم كل الدعم للمقاومين الأبطال في شعاب، ومنعطفات ثرة، فالعدو يواجههم، والجو يحاصرهم، ووعورة المكان ترهقهم، والثعابين تنال منهم، فلتكن جبهة ثرة هي أم الجبهات، ولينطلق إليها كل الدعم، فلو رأيتموهم في مواقعهم لرأيتم وحوشاً، فلتأمن كل المناطق التي تحميها جبهة ثرة فمقاتلوها ليوث الوغى، ونشد على أيدي التجار بأن يكون لهم سهم في هذه الجبهة، فهل سنسمع قريباً عن دعم سخي لهذه الجبهة؟ فهي أم الجبهات التي تحمي خاصرة المحافظات الجنوبية.

  بعد مغادرتنا ووصولنا لأسفل ثرة  كانت هناك في أعلاها تدور مواجهات عنيفة، فحدس القائد طه حسين كان في محله عندما طلب منا المغادرة، فقبلة نضعها على جبين كل فرد في هذه الجبهة، أم الجبهات جبهة ثرة، فهل سيكون الحسم قريباً في أم الجبهات؟ فالنصر فيها يعتبر نصراً لكل الجبهات، لأنها هي أم الجبهات.