حشود الحرب

2019/06/24 الساعة 05:02 مساءً

احشدوا للحرب , فقد حشد قبلكم واكثر عفاش والحوثي والاصلاح , فستجدون كما وجدوا الكثير من المتعصبين  والمتهورين والمنافقين  , ستجدون وقودها من المشحونين عنفا ومدججين سلاحا , احشدوا فلديكم المزيد من المبررات وحجج الواقع الاليم والرديء , فأمثالكم هم الرداءة  .
مؤلم ان يزج بالشباب المعني بالمستقبل بصراعات الماضي , من جيل تجرع صنوف القهر والعذاب من ذلك الماضي , جيلا منهك حروب و تناوب وجبات قتل , وفشل وعجز في بناء دولة ضامنة للمواطنة والحريات و وطن يستوعب كل ابنائه بتنوعهم واختلافهم , تعصب قتل الابداع والاثراء وجرف جمال الحياة السعيدة.
ماذا استفدتم من معارك  انتجت كل هذه التراكمات التي تتخذونها مبرر للانتقام ومزيد من المعارك , تاريخ دموي , لم يستوعب بعد تداعيات تلك الدموية , دموية عشنا فيها مضحوك علينا مسروقين الاحلام والتطلعات , ضحايا كهنة  السياسة ومحبي السلطة وسماسرة الحروب وحشود المنافقين , نبكي احلامنا ونتحسر , وعد المدينة الفاضلة حين نقطف ثمرة الفاكهة من النافذة .
نتحسر على ما اصابنا من شتات وتمزيق اواصر النسيج الاجتماعي والسياسي , وتعصب أيدلوجي ثم مناطقي التهم  اشرف وانبل المناضلين  وحدا تلو الاخر , والنتيجة هزيمة نكراء لترسانة  الاسلحة السوفيتية و صواريخ أسكود ( كانت هنا مدينة ) , هزيمة متوقعة لنسيج ممزق وكيان مشتت وخصومة فاجرة واستراتيجية خائبة , وهاهم الاسلاف يكررون الاخطاء .
اخطاء المغفل القابل للتهييج وتكرار ماسيه وماضيه الاليم , تتفاخرون بكم مدرعة وكم طقم , وكم متعصب ومتهور وقاتل , قابل للتغرير , اين الحجة اليوم ؟! , هل هي حجة الماضي , واستدعاء خصوماته , و الغرق في وحل الهزيمة التي لا ينتج نصر , بل تجعلكم مثارا للسخرية , سخرية شبح الاخوان والشمال , الذي جعلكم تمارسون الانتهاكات بأفظع صورها , في مقارنة تجعلكم في صف الطغاة والبغاة والظالمين والمستبدين وما الفرق ؟.
النصر له بوابة واحدة هي وحدة الصف والمصير وتقبل الاخر كشريك حر في الاختيار والمواقف ,هي العدالة والمواطنة والحريات ,هي السيادة والارادة و الاستقلال ,هو تجاوز هزيمة الماضي لنكن جزءا من الحاضر المنطلق للمستقبل . 
الهزيمة تلوح في الافق , في الوصاية , والقبول بدور ادوات الاطماع بوطن بأمل 
الرعاية لتحقيق نصر على جثث الاخرين  , بمال مدنس , و وطن ينتهك , و حروب بالوكالة التي تلتهم ابناء جلدتكم  , حروب صراعات جعلت الجار يقتل جاره والاخ اخيه , تتقاتل القبائل والعشائر فيما بينها , واحتقان المدن بالصراعات التي تهدد سلمها ونسيجها الاجتماعي , حروب تفتعل ضحاياها الابرياء لحكم وطن متناحر منهار قابل للاستلاب ومتقبل للأطماع .
العنه تجوز عليكم , يامن تتخذون من القيم والمبادئ مبرراتكم وتصبون عليها لعناتكم , الوحدة اليمنية قيمة اخلاقية بددتم قيمتها بعقليتكم , وهي ذاتها التي تصارع للاستحواذ والاستئثار بالسلطة والثروة , فلم تحقق تطلعات الناس بالكرامة والمواطنة والحرية والعدالة , وسيلعنكم الشعب الف لعنة على انفصال  لم يحقق  تلك التطلعات , انفصال يلوح في الافق على جثث الابرياء , يدوس على المواطنة ويهدر كرامة الاخر وقهره ويهتك عرضه ويسفك دمه ويجتثه قتلا , يفتح السجون لكل الوان الطيف السياسي والفكري والثقافي المغاير , انفصالا ضيق لا يتسع لغير  أيدولوجياتكم فقط , وامنياتكم فقط , وشغفكم في الانتقام فقط دون الاخر  .
والف لعنة على كل من يروج للاقتتال والصراعات المدمرة واجتثاث الاخر ,كل من يدفع بالشباب للانتقام لزمنه وفشله وعجزه فلم يكن محترما , كل من لم يستطيع ان يتغير وفق متغيرات العصر ليبني جسور الثقة بينه وبين الاخر , ويجيد اختيار اللغة الراقية في التخاطب مع الاخر ليكن مصدر خير ونما لا شر وخراب ودمار وكفى المؤمنين شر القتال . 
احمد ناصر حميدان