محمد عبدالله القادري
الحرب خداع ، ومن خلال مجريات واحداث المعركة العسكرية التي تدور في اليمن منذ أربع سنوات بين التحالف العربي والشرعية والقوات المشتركة وبين الانقلاب الميليشاوي الحوثي التابع لمشروع إيران ، يتضح لنا أن هناك مؤشرات حول قرار الحسم الذي اتخذ بشأن تحرير عشر محافظات خلال شهر واحد.
عمل مقصود وقرار حكيم في ابقاء جزء بسيط من بعض المحافظات بدون تحرير كصرواح مأرب ودمت الضالع وحوبان تعز .
خطة ناجحة في ايقاف تقدم التحرير نحو صنعاء في جبهة نهم وتوقيف معركة تحرير مدينة الحديدة في اطراف المدينة .
ذلك يؤكد عن تحريك عمليات التحرير في واقت واحد وخلال ثلاثون يوماً يتم استكمال تحرير اربع محافظات مأرب والجوف والضالع وتعز ، وتحرير ست محافظات هي إب والحديدة والبيضاء والعاصمة صنعاء وصعدة وحجة .
30 يوماً بالكثير كافية لاسقاط الحوثي واعلان النصر ونهاية المعركة ، وذلك من خلال تحريك خمس جبهات في آن واحد لتحرير عشر محافظات .
تحريك جبهة واحدة ممتدة من البيضاء الضالع تعز لتحرير اربع محافظات تعز الضالع إب البيضاء.
جبهة الحديدة من اطراف المدينة .
جبهة صنعاء من نهم لتحرير العاصمة صنعاء.
جبهة حجة من ميدي وعبس.
جبهة صعدة .
بقاء الحوثي موزعاً مشتتاً بين عدة جبهات وعدة محافظات أمر ايجابي يساعد في القدرة على القضاء عليه بوقت قصير في اهم المحافظات التي يسيطر عليها .
من صالح الحوثي ان يتم تحرير كل محافظة على حدة عبر تحريك جبهة وايقاف البقية ، فهذا يساعده على استجماع قواه للمواجهة اطول والانسحاب من محافظة إلى اخرى .
فإذا تحررت الحديدة قبل صنعاء سينسحب الحوثي لصنعاء ويواجه أكثر وبعد خسارته لصنعاء سينسحب إلى عمران صعدة حجة ويواجه اكثر .
ولكن تحريك خمس جبهات لتحرير عشر محافظات في آن واحد سيربك الحوثي من كل الاتجاهات ويفرق قوته بين الجبهات وينتهي خلال ثلاثون يوماً في ظل خوض معركة خاضها التحالف والقوات المشتركة والشرعية باأقل خسائر وأقصر وقت وأقل أضرار في تدمير المدن والعمران.
بعد تحرير هذه المحافظات العشر فإن بقية المحافظات الصغيرة الاربع في الشمال كذمار وريمة والمحويت وعمران ستكون محررة بدون مواجهات ولن يفكر الحوثي في التمركز داخلها لتشكيل مواجهة وجبهات كون ذلك لا يفيده شيئاً ، واذا فكر فإنه سيكون محاصر من كل الاتجاهات ولن يصمد اكثر من يوم واحد في حالة الهجوم عليه الذي سيكون من الجانب الشعبي داخل هذه المحافظات اكثر من الجانب العسكري القادم من خارجها.
كان بالإمكان تحرير العاصمة صنعاء قبل تحرير مدينة الحديدة وصعدة وحجة وبقية المحافظات عبر تقدم جبهة نهم ، ولكن ذلك سيجعل الحوثي يتمترس داخل مدينة صنعاء بقوة ويواجه أكثر وتكون الاضرار بالغة في تدمير المدينة ونزوح ساكنيها .
ولكن التقدم لتحرير صنعاء من جبهة نهم في ظل تقدم بقية الجبهات لتحرير بقية الجبهات سيكون بوقت قصير جداً .
15 يوم بالكثير لتحرير صنعاء في ظل تحريك جبهات تحرير بقية المحافظات.
سيتم تحرير صنعاء عبر انزال جوي وتحريك تقدم جبهة نهم .
الانزال الجوي سيسيطر على الجبال المطلة حول مدينة صنعاء وينزل لداخل المدينة بسهولة ويسيطر عليها ويحاصر قوات الحوثي التي تتواجه مع جبهة نهم من الخلف ويجعلها بين فكي كماشة ويقطع عليها طريق الانسحاب للخلف لداخل المدينة للتمترس والمواجهة .
توقف جبهة نهم قبل نقيل غيلان كان عمل ايجابي لخوض معركة ناجحة لتحرير مدينة صنعاء .
لو كانت تلك القوات تقدمت حتى اطراف مدينة صنعاء لكانت قوات الحوثي الان متمترسة داخل المدينة لتخوض معركة مواجهة ضد اي تقدم من اي جهة وضد اي انزال جوي .
ولكن ترك مساحة لتواجد قوات الحوثي التي تقدر بأكثر من عشرين الف فرد بين جبهة نهم والمدينة صنعاء سيكون مناسب لتحرير مدينة صنعاء بطريقة انزال جوي سهل وخوض المواجهة خارج المدينة بين قوات الشرعية المتقدمة من جبهة نهم وميليشيات الحوثي التي ستتعرض لأكبر مجزرة وتكون مساحة ما بين نقيل غيلان ومنطقة الحتارش مقبرة لها .
هذه هي الخطة المحكمة الفريدة للتحرير .
الحوثي الان لا زال متواجد في كل محافظات الشمال البعض مسيطر عليها كلها والبعض يسيطر على جزء منها ، واظن ان خوض معركة التحرير بهذه الطريقة معناها معركة تحرير الشمال خلال شهر واحد .