فل يعلم القاصي والداني اننا لن نفرط بتطلعاتنا نحو الانتقال لواقع افضل , دولة ديمقراطية ضامنة للمواطنة والحريات والعدالة , ومن هنا لن نسمح بتمرير مشاريع تهد هذه التطلعات , نقبل أي مساعده وتحالفات في حدود ذلك مع حفظ السيادة والارادة , ولا وجود للمشاعر الخاصة في قضية وطنية رئيسية يبنى عليها مستقبل امة وجيل ينتظر منا ما هو افضل .
نكن للتحالف الجميل بما قدمه من دعم يسهم في تحقيق تلك التطلعات , ولن نقبل الحياد عنها سنقف موقف العداء مع كل من يريد يغير مسار رسمناه بدماء الشهداء ولو قدم دماء ابنائه ,نقبل الدعم في حدود مسارنا ولن نقبل الوصايا , فالوصايا نحو طريق فقدان السيادة والارادة وبالتالي الاحتلال بمسمياته الاخرى , ولكل محتل ضحايا من فلذات اكباده .
اليوم كثر البكاء والعويل على انسحاب الامارات , من مرتزقة لا تهتم بما خلفته على ارضنا الطاهرة , فل يذهب كل طامع وغازي للجحيم , ونستعيد ارضنا الطيبة , تستعيد سيادتها وارادة الناس فيها , تذهب للجحيم وتنزع بذورها المسمومة التي لازالت تفرز سموم قاتلة , وتسمم المجتمع بالمزيد من الطفيليات ليبقى مريض منهك , معيق من تعافي وطن .
هو ان يخلص البلد والمجتمع من مكونات طارئة عسكرية وامنية منفلته فخخت بها الوطن كاشراك لتعكير السلم الاجتماعي وتأجيج النعرات والصراعات .
الاجهزة الامنية في كل بلدان العالم هي يد الدولة الطولى المنفذة للنظم والقوانين والدساتير , هي ضمان قوة القانون كضابط لإيقاع الحياة وتنفيذ العدل والانصاف , تطارد وتقبض على كل الخارجين عن العقد الاجتماعي وهو الدستور والقوانين النافذة .
في بلدي ومدينتي عدن , لا نعرف اليوم ما هو الدستور والقوانين التي تستند لها بعض اجهزة الامن والعسكر , وهي تقوم بخرق الدستور والقوانين النافذة وتنتهك حق الناس المصانة دستورا وقانونا .
تكمم الافواه وتحرق الصحف , وتطارد السياسيين والمعارضين لأسيادها , وتلقي القبض على كل من يقول كلمة حق في وجه سلطان جائر وجاهل , ومن يتصدى للعنف والارهاب الفكري والسياسي والديني .
اجهزة امنية وعسكرية اذا كانت تتبع الدولة فهي ملزمة بدستور وقوانين هذه الدولة , واذا كانت لا تتبع الدولة فهي خارجه عن نظم وقوانين ودستور هذه الدولة وهي مليشيا في حكم المرفوضة شرعا .
اليوم يكثر الهرج والمرج حول قضايا الارهاب التي صارت العصا التي تلوح بها تلك الاجهزة في تهديد وانتهاك حقوق الناس , ومبررات السجون السرية والتعذيب وغيرها من ممارسات النظم الديكتاتورية المستبدة التي جعلت من الاجهزة الامنية يدها الطولى في اخضاع الناس والشعوب كما لو كانت قطعانا من الدواب وتفخخ الواقع بمزيد من الارهاب .
كثيرا هي الجرائم المرتكبة والانتهاكات , وكثيرا هم المجرمون الذي افلتوا من عدالة القانون , ولن يفلتوا من عدالة السماء , اليوم العدل غائب والانصاف معدوم , والانتهاكات تتضاعف , وتنهك حرمة المساكن , وعاد زوار الفجر , وتجرنا لمزيد من التراكمات والاحقاد والانتقام , دماء الناس تسفك في الشوارع في مطاردة امنية , او اشتباك امني , والاسباب في طي الكتمان , لو تكشفت ستعرف حجم الكارثة التي نحن فيها , ومن يمنع رفع الغطاء عن تلك الحقائق لتعرف الناس ما يدور ؟ انها ذات الاجهزة التي انشأتها ودربتها ومونتها لذات الغرض , هي الفوضى التي لا فيها قانون والانظام ولا عدال ولا انصاف , فوضى تنهك الجميع ليستسلموا لواقعهم ويسلمون الراية .
دماء الراوي ورفاقه من الشهداء الطاهرة في ذمة هذه الفوضى وصانعها , دماء الشهيد جعفر والادريسي وغيرهم من المقاتلين الاشداء في الجبهات في ذمة هذه الفوضى وصانعها , دماء باطويل وامجد ودنبع وعمار سلطان وكثيرأ من الشباب الواعد والمتفتح الرافض للهيمنة والتسلط الديني والسياسي في ذمة هذه الفوضى وصانعها , واليوم تتربص هذه الفوضى لكل صوت حر يرفضها , وكل من يفكر يفتح ملفاتها , ويتحدث عن انتهاكاتها , ويطالب باقتلاعها .
ستنسحب الامارات اليوم او غدا بأعمالها الدنيئة , و ستنقشع الفوضى وستظهر الحقائق طال الزمن او قصر لابد من العدل والانصاف , وستقدم ادواتها قربان لجرائمها , وسيواجهون مصيرهم المحتوم بالقصاص , لكم في القصَاص حَياةٌ يا أولي الألباب صدق الله العظيم .
احمد ناصر حميدان