بقلم/ أنور الصوفي
الهالكون، هم المبتعدون عن ولي الأمر، وهذا مجرب، ومعاش في الوطن العربي، فكلما تجرأ الناس على الحكام، قل شأنهم بين الأمم، وكلما تمردت مجموعة عن ولي أمرها، هلكت، والواقع يثبت لنا ما تمر به الكثير من الدول العربية هذه الأيام.
في بلاد الحكمة شذت مجاميع عن ولي الأمر بعد أن أجمع عليه الشعب، وهي في طريق الهلاك، وفي طريق اللاعودة، فالمبتعدون عن ولي الأمر هالكون، مرهونون لغير الحق، فالشيطان رفيقهم، والباطل سلاحهم، وفي العناد هلاكهم، وفي منعطفات الطريق مصرعهم، فهم عن الحق معرضون، وإلى الباطل متجهون.
طاعة ولي الأمر طريق رسمه الأنبياء، وسلكه الراشدون وتنكب عنه أصحاب الهوى الذين يسعون لحطام فانٍ، فلطاعة ولي الأمر يرنو الأحرار، وتهفو أنفسهم، والخروج عن ولي الأمر مذلة، وتنكيس للقيم، فمن تعرض لولي الأمر بكلمة أسخط الله، فبولي الأمر تستقيم الحياة، ويأمن الناس على أعراضهم، ومساكنهم، وأنفسهم، فبالسلطان تقوى شوكة الإسلام، ومن أرتهن للخارج، ولغير ولي أمره هلك، وأهلك، وشرد، وشُرِد به، ومن لزم طاعة ولي أمره، عاش كريماً، مهاباً، فكم من دول قد قُصِمت بعدم طاعتها لولي أمرها، ففي الأرض تشردوا، وسالت دماؤهم، وانتهكت الأعراض، وتطاول عليهم الأعداء.
طاعة ولي الأمر، أمر من الله ورسوله، فبولي الأمر يستقيم الحال، وبه تبنى الأوطان، فلم يخرج شعب من شعوب الله ضد مصالحهم، ولم يدمر أحد وطنه كما فعلت الشعوب العربية من خلال تدمير بلدانها، وخروجها عن ولاة أمورها، وإهانتهم، وإذلالهم، وقتلهم، ومحاكمتهم، وهذا كله جر الويل على الشعوب المطحونة، فذاق المساكين ويلات التشرد، والجوع، والاغتصاب، أُهينت الأمة، لأنها أهانت ولاة أمورها، لهذا علينا غرس مفاهيم طاعة ولاة الأمور، وبهذا سنغلق الباب على الخارج، وسنمنعه من العبث بشعوبنا وبلداننا، وسيعمل لنا، ولولاة أمورنا ألف حساب وحساب.
مازالت اليمن بخير، ولو عاد المتمردون لجادة الصواب، لوفروا على الوطن مزيداً من الدماء، ومزيداً من الخسائر المادية، ولاستعاد الوطن هيبته، وقوته أمام شعوب العالم المختلفة، فهل سيلتف اليمنيون حول ولي أمرهم المارشال عبدربه منصور هادي؟ فلو فعلوا ذلك، لحار العدو فيهم، ولتقدموا شامخين، ورافعين رؤوسهم بين شعوب العالم.