انصاف ضحايا الاغتيالات

2019/07/21 الساعة 01:31 مساءً

ما نحن فيه من مخاض عسير لميلاد امل .. دولة النظام والقانون , مخاض يواجه معوقات القوى التقليدية التي تحمل في جلبابها مشاريعها الخاصة , وتستقوي بالعنف لفرض تلك المشاريع , وكلا يجد مبرراته في هذا الاستقواء على الاخرين , التعصب والغلو بكل توجهاته وافكاره دينية وسياسية , يمينية ويسارية , مذهبية ومناطقية , وجد البيئة الصالحة ليمارس عنفه ضد الاخر تحت غطاء وطني ومظالم وحقوق ,يمارس الارهاب بكل وقاحة مدعي محاربة الارهاب , في بلد  مثخن بالتراكمات , يمكن للمنقب في قماماته ان يجد مبرراته في ارهاب الاخر والوطن , ويمكن ايضا ان يجد مناصرين ممن انهكهم ذلك الماضي , ويبحثون عن منقذ , انهكوا من جوار ما اصابهم , وسهل تغريرهم وسحرهم بالشعارات والوعد بالمستقبل الذي ينشدونه , كالغريق الباحث عن قشه , ومن لزوم السيناريو ان يتم تصور شيطان لمعركة شيطانية هم وقودها وضحاياها , معركة تديرها دوائر استخبارية واعدا الامة العربية والاسلامية , التي وجدت مجال متاح للتدخل , طامعة عابثة بوطن ينهار اليوم .
لم يفاجئني تسريبات النيابة العامة في عدن ومخطط الاغتيالات , فكانت مقالاتي تشير لذلك , وكل متابع محايد غيور على الوطن , بتفكيره المنطقي والعلمي سيجد الحقيقة امامه بوضوح , وضوح الفاعلين , خطابهم واعلامهم من منشورات  ومقالات تحتوي الحقيقة بكل تفاصيلها , منذ عملية اغتيال الشهيد الادريسي والشهيد المحافظ جعفر محمد سعد , ومتوالية مسلسل الاغتيالات والمنحى الأيدلوجي وعلى نغمة محاربة الارهاب المدعومة اقليميا , والموجه ضد الخصومة الايدلوجية , كان كافيا ان يعرف الناس منحى الصراع , العنيف والخطاب الارهابي واعلان الاجتثاث وفتوى شيوخ شارع مدرم .
كان المجرم واضح , لكن الناس مسيطرة عليهم العصبية ومسحورين بالشائعات والشعارات فتعذر على البعض متابعة خيوط الجريمة , بل بعضهم كان يعرف ويبارك , باعتبار ان الضحايا اعداء , فقد مسته الشيطنة , وكثيرا هم المصدومون بالجريمة وخاصة من هم على علاقة بالضحايا , يعرفون جيدا انهم لا ارهابيين ولا اعداء , وحتى ان كانوا كذلك فدعاة الدولة لا تقنهم خزعبلات الفوضى , يدركون ان الدولة لها نظام وقانون هو الحكم والضابط , هو من يدين ويتهم ويحكم بقضاء عادل .
اليوم تكشفت الحقائق بوضوح تام و رؤية قانونية ودلائل وبراهين ,فلا نحتاج اكثر من ذلك , ولا نستغرب ايضا من مكابرة الداعمين للجريمة اعلاميا وتظاهرا ومناصره , فقد تورطوا  ويكابرون برفض للحقائق المعلن عنها حتى لا يعترفوا بالخدعة التي منوا بها والجريمة التي تورطوا فيها .
كل ما حدث لا علاقة له بالقضية  , ومن العار ان نسمع من يربط المجرمين بالجنوب كقضية عادلة , الجنوب اكبر من هولا الحثالة , هولا مجرمين ومتهمين امام النيابة والنظام والقانون والناس , ونحتاج لمجتمع حر وحي يطالب بالقبض عليهم وتقديمة للقضاء بتهم عدة احدها القتل بعمد واصرار خارج اطار القانون ,لتتكاثف الجهود شعبيا مع ذوي الضحايا  ومن اصابه الضرر في هذه الفترة التي وجدوا فيها هولا المجرمون يعبثون وينتهكون , لجمع الاستدلالات والمعلومات وتوثيقها ورفع شكاوى وقضايا للقضاء المحلي الدولي لمحاسبة كل مجرب عابث منتهك .
 لا يسع هنا ذكر القضايا فلا يتسع لها ملف , لكنها مدونه وبعضها ملفات مقدمة للقضاء , احراق الصحف وتكميم الافواه والقتل والسجون السرية والتعذيب والنهب والسطو ...... وكثيرا هي اعمالهم الاجرامية في فترة وصفت انها ابشع فترة مرت بها عدن والجنوب , فهل ستتطهر الارض الطيبة من تلك الطفيليات القاتلة ,  لننتظر خيرا , الله يمهل ولا يهمل  , وحكمته هي من كشفت لنا خيوط المؤامرة وبحكمته سينال القتلة جزائهم وسينصف الضحايا والله على كل شيئا قدير.
احمد ناصر حميدان