فائقة السيد.. جبل تسلّقت قمته فادهشتني عظمته ..!

2019/07/30 الساعة 11:20 مساءً

فائقة السيد باعلوي الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام.. منارة إشعاع  صارت مقترنة بنضال وأحلام قطاع واسع من اليمنيين الذين ينظرون لهذا الاسم وصاحبة تلك الصورة الآخّاذة التي تضع فوق كتفيها ورأسها شماغ المقاومة العربية الفلسطينة.. نظرة فيها الكثير من شعور الاكتمال والفروسية والنبل والبطولة.
 يعتبرونها نموذجا استثنائيا في حياتهم وقدوة في النضال والكفاح.. تُلهمهم الثبات والتفاؤل والثقة بالنفس والمستقبل، بكل تلقائية ومن دون أي عنت أو تكلف.

ذهبتْ وتوارت الكثير من الاسماء والأعلام، إلا هذه القلعة التي تصرُّ على البقاء كحاجب قديم على باب العظمة والنخوة والفرادة..
غيمة هطّالة تسقي الجميع كُلّما جفّت أيامهم وتصحّرت نفوسهم ، لتأتي وحدها وتجود عليهم برذاذ التحدّي وزاد الصبر.

 تدري كيف تكون جديرة بثقة الآخرين وكيف تُحافظ عليهم من أن تأكلهم نار اليأس والاحباط ، أو تتوه بهم مدارج الأيام التي يتقلُّبون فيها.

وتدرك هذه الكبيرة أنه ولكي تكون قائدا ناجحا يلتفُّ حولك الجمهور، يجب عليك أن تكون صادقا، وحتى تكون صادقا يجب عليك أن تكون حُرّا وشريفا.

وعلى سبيل الذاكرة المستعادة أتذكر أنها قالت لي قبل مُدّة بأنها نظيفة وصادقة مع نفسها ومع خالقها وشعبها، ولذلك لا تخشى أحدا وستعمل بقية حياتها جاهدة على لملمة حطام الوطن والنفوس قبل أن تطمرها وتشتتها الرياح.

لذلك نراها دائما ما تُعبّر عن السواد الأعظم من الناس الذين يقتفون أثرها بشغف شديد ويتماهون معها، مأخوذون بها وسائرون معها في حلمها.
ولعلّ هذا سرّ آخر من أسرار القيادة الناجحة والفذّة.

ومن لا يعرف الكثير عن بنت اليمن الأولى وملكة القلوب( بنت السيد) ، فهي ليست كبعض القيادات التي تمرُّ من أمام الجماهير وكأنها هبوب عابر وتختفي، إنما هي موجودة في تفاصيل حياة محبيها وفي معظم القلوب ومتجددة مع كل الأجيال، تماما مثلما كانت متصدرة الترتيب الأول مع جيلها الأول حينما اقتبعت شماغ أبوعمار وحملت بندقية المقاومة بعد إتمامها للدراسة الجامعية في الجزائر في منتصف سبعينيات القرن الماضي، متّجهة إلى خنادق ومتارس الأبطال في فلسطين ولبنان جنبا إلى جنب مع الشهيد ياسر عرفات.

أعلم أن الكتابة عن هذه الشامخة، العنيدة، العتيدة ليس بالأمر السهل ،فلابد لِمن اراد أن يعوم في بحورها ويُحلّق في مدارها من أن يكون ممسكا باللغة الخاصة بها والرصيد الوطني والقومي الخاص بها إلى جانب المعرفة العميقة بساحريتها ونفسيتها وكيف تُفكّر وبماذا تُفكّر وما هي شواغلها؟

وتأسيسا على ذلك هناك فرق كبير بين من يتواجد في سفح هذا الجبل الشاهق وبين من ظل لسنوات يصعد وصولا إلى قمته ..ولا أزعم هنا أنني الوحيد، لكني أظن بأني الأقدر في التعبير عنها وعن رحلتي معها.

كما أنني من قبلُ ومن بعدُ أفتخرُ بما حققته وبما وصلت إليه وأستفدته معها، ولا أتردد أبدا من الإعتراف بأنها مكّنتني من وسائل الصعود نحو تلك القمة السامقة، حينما قربتني منها ومن مكتبها وعالمها السياسي والإنساني والنضالي ..وقد كنت من بين المحظوظين جدا ، حيثُ أستطعتُ رؤية عالمٍ مثالي حقّاً بكل ما فيه من مصاعب ومتاعب ،تحديات وآلام، تبقى معها وتُبقيك أيضا، مُتّصلين بالأمل على الدوام.