عبدربه منصور هادي , تم انتخابه في 21 فبراير 2012م , رئيسا توافقيا لليمن , خلفا للمتنازل عنها ـ كرها ـ علي عبدالله صالح . ما يزيدُ على سبعِ سنوات مضت على التتويج , وما يزيد على أربعِ سنواتٍ مضت على الخروج إلى العاصمة الرياض . سبعٌ عجاف مضت وأربعٌ يابسات ولت . خلالها شهدت البلادُ الكثيرَ من المآسي والعبث , دمارا وقتلا ونهبا وخطفا ... , خدشت أظافرُ حادةٌ رقعةَ الوطن , ونهشت أسنانٌ محددةٌ روحَ المواطن . وخلال مرحلة صبرنا على كل شر وقهر , أردنا أن نرى يدَك القويةَ تتدخل لوقف هذا وصدِ ذاك , ولم نر شيئا . رأيناك فقط صامتا هادئا , سلبيا متواريا . ألم يصلْكَ نبأُ النساءِ اللائي يفترشن الرصيفَ قهرا وكمدا على أبنائِهن وأزواجِهن المختطفين ؟. ألم يتناهى إلى مسامعك أناتُ الأسرِ التي اغتالت يدُ الشرِ معيلها ظلما وغدرا ؟. ألم تلامس نخوتَك صرخاتُ المقهورين من رعيتك ؟. ألم تهز إنسانيتك دموعُ الأطفالِ في مخيمات العراءِ والعَزاء ؟. ألم تعلم بمعانات مواطنيك المخطوفين والمعتقلين في سجونٍ سريةٍ هنا وهناك ؟. هل تساءلت عن ما يحدث في الريانِ ومصوع وبالحاف ؟. هل طلبت إحصاءاتٍ عن عدد المخطوفين والمعتقلين وما يحصل لهم من تعذيبٍ وهدرِ كرامة ؟, وعن الذين اغتيِلوا وبأي ذنب قُتِلوا ؟. ألم تدرك بعد كم من حدودِ وطنك انتهِكت , وكم من ذرات ترابِه سُلِبت , وكم من ثرواته نُهِبت ؟. ألم يأتك حديثُ سقطرى وسيؤون , وميناءِ عدنَ والمكلا , ومحافظةِ المهرة وتعز وغيرهما ؟. ألم تزودك جهينةُ بالخبر اليقينِ عن سيطرة إيران وقوة تدخلها في مصير شعبٍ أنت راعيه , ولا عن ضغوط السعودية لتحديد مسار أمةٍ أنت قائدها , ولا عن تدخلات سافرةٍ من هنا وهناك لرسم خارطةِ وطنٍ أنت حاميه , ولا عن نفوذ الإمارات في بلدٍ أنت رئيسه , وما تحدثه فيه من صراعٍ نزاع , وما تحيكه من شقاق وفتنة , وما تطمع له من سيطرةٍ وحكم , وما أسسته من توابعَ ومليشياتٍ , وما سفكته من دمٍ وما أثخنته من جراح .
ألا ترى ـ فخامةَ القائدِ ـ ما نحن نراه , أنك اليومَ رئيسٌ بلا دولة , وراعٍ بلا رعية . منعوك من عدنَ وحرموك من صنعاءَ , فأصبحت دولتُك فندقا ومكتبُ رئاستِك غرفةً . وليس من أجل هذا انتخبناك وقلدناك , ولا لذلك المصير فوضناك وتبعناك . يومها أردناك قائدا منقذا , زعيما فذا , رئيسا قويا , أبا حنونا , أخا سندا , راعيا مسؤولا .
فمن أجلنا جميعا , رجالا ونساء , كبارا وصغارا , معتقلين وأحرارا , أحياء وأمواتا .. بالله عليك تخل عن هدوئِك وودع صمتَك وتنازل عن كياستِك , وأرنا منك فيهم صخبا وقسوةً , وبلطجةً وقوةً , وترهيبا وإقداما , أفعالا لا كلاما , جسارة لا استسلاما , حتى تطأطئَ الفتنةُ رأسَها , وتتركَ الشمطاءُ مجونَها , وتطرحَ المُثقَلةُ حِملَها , وتغادرَ البسوسُ مرعاها , وتجدَ المُحتضِرةُ قضاها .
اليوم زادَ الشرُ عن حده , وعمَ القهرُ الناسَ , وبلغَ الصبرُ منتهاه , وشخص البصرُ إليك , فلتقل إني لها . ثق ـ رئيسنا ـ بنفسك , ولتنشط من عقالك , فإنَّ وراءَك شعبا يدعمُك بلا حدود , ويثق أنك قدها وقدود .