محاذير السقوط الاخلاقي

2019/08/04 الساعة 04:13 مساءً


غبي من يعتقدان الحرب تفتح امامه ابواب الخروج عن النظم والقوانين والمحاذير , واهم محاذير الحروب هو السقوط الاخلاقي .
معركتنا اخلاقية وليست انتقامية , واخلاقنا تفرض علينا محاذير الحرب واسقاطاتها السلبية والاخلاقية , تفرض علينا الانضباط  بشي من العقل والمنطق , ونتجنب الشطحات والعنتريات واستعراض للعضلات والخطابات الشوفينية والعنصرية .
هذا الانضباط يحتاج لمركز ومؤسسة ( غرفة عمليات مشتركة ) , يحتاج لقوات اكثر نظامية تتجنب الانفلات , و اذا تأزم العقل , تفقد قوى الحرب القدرة على ضبط الحسابات ومنطق الامور , وتتعرض للسقطات الغير محسوبة , ان فقدنا للكونترول , ستتغلب علينا القوى المنفلتة وتفرض واقعها من عنترياتها بنشوة نصر مداه اقصر مما هو متوقع , انفلات ينتج هزيمة اخلاقية على طريق الهزيمة  العسكرية . 
للحرب تراكماتها , السلبية والايجابية , من يحمل الحق يحقق اكبر قدر من النتائج الايجابي ذات البعد التراكمي والكمي في الوسط الاجتماعي , يكون اكثر حرص على تجنب السقوط الاخلاقي والتراكمات السلبية .
يتعرض المتحاربون لضغط شديد , يخرج ما في مكنوناتهم , ومكمن القوة يضع الانسان في موقع تسلطي يفرز كل ما فيه من خير وشر , هنا يجد الانذال والجبناء متنفسهم في استعراض عضلات القوة على الضعفاء والعزل والابرياء ,ومن ينهي عن اشياء ويأتي بمثلها واسوء , فيكون عار عظيم على الامة والانسانية , هنا تجد ايضا الشهامة والرجولة التي تنتصر للحق وتنصف المظلوم ولا تمارس الانتهاك الصارخ , كفخر للامة وشرفها, ينتصر للوطن وعدالة القضية .
ما يحدث اليوم هو سقوط اخلاقي للبعض , له جبهاته ليس مع العدو وانما مع البسطاء والعزل والابرياء , يمارس فيه جنونه , هي بداية لهزيمة وكارثة تراكمية قد تخلف شروخ وجروح لسنوات قادمة , لا تقدم تلك التصرفات أي حلول ولا تصنع أي حماية بل تفكك النسيج وتزيد من حجم الضرر , وتكثف من حجم العداء .
اليوم الطرف الاخر يستثمر هذا السقوط الاخلاقي , ليقدم نفسه بديل افضل في صورة قد تكون غير حقيقية , مع التأكيد ان الجميع يرتكب الانتهاكات , لكن الفرق فيمن يجاهر بانتهاكاته دون خجل ومن يمارسها بالخفاء وخجل من المجتمع  .
مؤسف ان نقدنا هذا يجرح مشاعر الساقطون اخلاقيا في ميدان السقوط ومن يدعمهم بالكلمة والتبرير , مطلوب منك ان تصمت وانت ترى معركة تنتج مظالم وانتهاكات بما توحي  انها حق يراد به باطل , واياك ان تصمت على هذا الباطل , حتى لا تكون شريكا , سنستمر نذكر الخائبين بخيبتهم والمجرمين بجرائمهم والمنتهكين بانتهاكاتهم , والغافلين بغفلانهم , والتائهين بتوهانهم , والمتعصبين بعصبتهم  والساقطون اخلاقيا بسقوطهم , عسى ان ننفض الغبار عن مروءتهم , ونعيد عقولهم لصوابها , ونرشدهم للارتقاء الاخلاقي والانتصار للإنسانية اولا .
لن تكون أي  اجراءات مجديه ما لم تستند لاطار قانوني ونظام يديرها او قانون يشرعها , ليشعر الناس ان هناك كيان دولة او مؤسسة خلف تلك الاجراءات وحريصة كل الحرص على تجنب ما لا يحمد عقباه  , والسقوط الاخلاقي في وحل الانتهاكات وتزايد  حجم المعاناة والشروخ تراكميا .
ما يحدث اليوم هو عمل عصابات وتأكيد على مسمى مليشيات  , يترك فرصة لبعض المخلين سلوكيا واخلاقيا يمارسون انتهاك حقوق الناس , بل سمح للمتعصبين يمارسون قذارتهم العنصرية وما فيهم من كره , في جرح انسانية البشر , سمح للأنذال ان يتطاولوا على الرجال , وينتهكوا اعراضهم ,سمح للقتلة يقتلون واللصوص ينهبون ويقتحمون ,سمح للفوضى ان تودي وتخرب وتدمر , والخوف يسري والانفلات يطغي , ويشرع لعنف مضاد للدفاع عن الذات , والله يستر على البلد وعدن ومن فيها  .
احمد ناصر حميدان