.
عمر الحار
تدخل الحرب في اليمن عامها الخامس و دونما اشارة بقرب استكمال المرحلة الاولى منها ، مع غياب القدرة على تصنيف نوعيتها من الحروب التقليدية المتعارف عليها ، وان كانت لها يومياتها التي كتبت بالدماء الزكية للابطال من حماة الوطن والمقاومة وذاكرة تحتفظ بأدق تفاصيلها الزمنية والمكانية والعملياتية .
جبهات القتال في المرحلة الاولى ستظل مفتوحة ، وقابلة للاشتعال والدم ، وستبقى الإصبع على الزناد فيها حتى آخر رصاصة في البندقية ، غير أن نسقها العام وبعد مرور خمسة أعوام عليها قد يختلف كلية كما كانت عليه ، وقد تفتح انساق قتالية اخرى اكثر فعالية من سابقاتها ، وتضمن تكامل تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية مع انطلاقة المرحلة الثانية من الحرب في اليمن التي تقضي بضرورة نفاذها خلال فترة زمنية لا تقل عن نصف عمر المرحلة الأولى منها .
قد تختفي ملامح الإطار العام لهذه المرحلة ، التي سيحكمها الغموض الموجه من ادار الحرب ، التي عملت على تدشين هذه المرحلة الثانوية منها رغبة منها في الاستمتاع بخلط الاوراق في المشهد اليمني من جديد ، وبهدف اطالة امدها وتحويل الانظار عن رتابة اعمالها العسكرية وما يشوبها من همز وغمز ولمز ، وخلق بؤرة توتر جديدة وشاغلة لجميع اطراف النزاع في اليمن ، على امل ان يتولد منها عديد من العوامل المحفزة لرضوخها وقبولها حتى بانصاف الحلول .
ادارة الحرب وعلى مايبدو بانها قد حددت مجال المرحلة الثانية من حربها في اليمن وجعلتها سياسية بامتياز مع تسخيرها لادواتها الاساسية اللازمة والمتمثلة في تجهيز مكنة عالمية متخصصة ومتنوعة لخوض غمار حروبها الاعلامية الطاحنة.
هذه المرحلة من الحرب الغير معلنة دشنت بالانقلاب الثاني على شرعية الدولة في عدن ، وتسليم الشقيقة الصغرى في التحالف بيرق النصر لذراعها الانقلابي في عدن ، ليرسم واقع جديد فيها محكوم بالضبابية والغموض و جعلها انطلاقة لمرثونات من الحوارات العدمية والمحكومة بالفشل مسبقا والتي ستعقد على طاولة للمفاوضات المفخخة اصلا بقضية غير قابلة للنقاش من وجهة نظر اصحاب النزعة الانفصالية لانقلابي عدن .