بقلم: عبدالرب السلامي
14 أكتوبر 2019م.
رغم قتامة المشهد لا زالت أمامنا -كجنوبيين- فرصة لمراجعة خطابنا الفكري السياسي ليتأسس على مبادئ وأهداف ثورة 14 أكتوبر وتاريخ الآباء المؤسسين للحركة الوطنية في الجنوب الذي ظل زاخرا بروح الانتماء الاسلامي والقومي والهوية الوطنية اليمنية..
بشيء من تلك المراجعة الحازمة فإننا قد نستعيد توازننا السياسي ونعيد قضيتنا الجنوبية الراهنة إلى موقعها الطبيعي كقضية سياسية وحقوقية متصلة بتاريخ الحركة الوطنية الطويل وبأهداف ثورة أكتوبر المجيدة، وبذلك تتجلى قوة القضية وعادلتها ومنطقيتها.
أما في ظل استمرار الخطاب العاطفي والمنطق اللاعلمي الشاذ الذي يريد أن يبتر الجنوب عن هويته اليمنية ويتنكر لمبادئ وأهداف ثورة أكتوبر ويقطع الصلة بتاريخ الحركة الوطنية الطويل ويتنكر لواحدية الثورة اليمنية وجذورها الاسلامية والعروبية، فإننا أمام حالة تدمير ممنهجة للقضية الجنوبية إما بوعي من أصحاب ذلك الخطاب أم بغير وعي!!.
ولو قدر لذلك الخطاب أن يسود -وبإذن الله لن يسود- فإن الجنوب سيدخل مراحل طويلة من التيه والتخبط قد تمتد لعشرات السنين. فليس هناك أضر على الشعوب من الدخول في مربعات الصراع الهوياتي، ولا أضر على القضايا الوطنية من التحول إلى قضايا صراع مع التاريخ وميراث نضال الآباء والأجداد!
ختاما: لدينا أمل كبير، وتعويلنا على صحوة الوعي التي تتنامى في أوساط الناس مع كل منعطف وتجربة، والله المستعان..
دمتم بخير.. وعاشت أكتوبر مجيدة وملهمة.