صديقي الجنوبي المناضل ؟ ليس هكذا النضال ؟

2019/11/03 الساعة 10:08 مساءً

 
 في كل صباح وبعد الاستيقاظ والفطور وكأس الشاي العدني الذي اعشقه , كأفضل مشروب صباحي لأبعاد الكسل والصداع , اراجع الاخبار والتعليقات وهذه طبيعة الأكثرية من الناس ورثنها من أفعال ابائنا وكأنها طقوس يجب ان نؤديها , لفت نظري منشور لشخص اعرفه , مناضل جنوبي , يعيش في أمريكا , شخص متشدد بالنسبة للقضية الجنوبية , لا يعترف حتى باليمن الجنوبي , ولكن بالجنوب العربي , شديد في مواقفهِ , واذا بالمنشور لا يتماشى مع مواقفهِ السابقة ولا تشدده ولا حديثه كان بالقنوات او عبر مواقع التواصل؟ , يا له من سقوط اخر , وتبادر الى ذهني ان افكر في طرحه المتشدد وحياته ومنشورهِ الأخير النقيض لمواقفه؟ ,  واقيس عليه , ففي الحرب الأخيرة كان كلامه متشدداً محرضاً على القتال والقتل وكراهية كل شمالي  بل شجع الاعتداء على البسطات وتبنى هذا الخطاب واتهم الشرعية بكل ما تتخيل من تُهم وانها احتلال ؟ , ودعم النفير وحمس الشباب على القتل ودق الخشوم , وكان يبرر أي فعل غير جائز ؟ .... , وفكرت في حالهِ واذا هو دخل أمريكا وقدم لجوء منذ سنوات , وترك اولادهِ وزوجته في بلاد أخرى وتزوج بأخرى تحمل الجنسية الامريكية لغرض الحصول على إقامة دائمة ومن ثم الجنسية ويُرتب حياتهِ على العيش والاغتراب بأمريكا , ويُرسل لعائلته المال ويحرص على ان يدرس أولاده في المدارس الخاصة , انه اب جيد ويهتم بأولادهِ ويرعاهم ويُفكر بمستقبلهِ في أمريكا ومستقبل اولادهِ مستقبلاً حيث حين يحصل على الجنسية سوف يسعى الى سفرهم وتوفير بيئة رائعة لهم وجنسيات وافضل المدارس والجامعات , انه اب رائع بحق تفكيره استراتيجي ولا استطيع ان أقول عنه شيء اخر , لكن بالمقابل لم يكن حريص على شباب الاسر الأخرى في الجنوب , كان حريص على خروجهم والزج بهم في حرب غير مبرره والموت , لأسباب غير صحيحة والكل يعلم ذلك , كان حريص على تبينهم أي الشباب الخطاب التحريضي وضمان شحنهم بالغضب والعنف , بينما في نفس اللحظة كان يذهب الى مكتب المحامي بأمريكا ليستوضح اين وصلت المعاملة ومتى سيتحقق الحلم الأمريكي له ؟ , انه النقيض الحقيقي في التفكير ؟ , واليوم أُفاجئ اكثر بترويجهِ المناقض لمواقفهِ والقبول بمن يتهموهم بالاحتلال على انهم شُركاء وان هذه مرحلة , وكأن لسان حاله يقول من السهل شحن الشباب وارسالهم من جديد الى الموت فالأمر لا يحتاج غير منشور ؟ ,  هل هذا عقلية مناضل ؟ , فالمناضل يجب ان تنعكس افكارهِ النضالية على حياته وليس العكس ؟ , انني وبحق افكر الف مره بأن أكون مسعر حرب , فدماء الناس والشباب ليست مهدره , انما افكر في البناء والتنمية , في الاستقرار والأمان , وان يتسنى للشباب الواعد فرصت الحياة فرصت تكوين الاسرة والانجاب والفرح بحياتهم وافراح ذويهم , ان يحققوا طموحاتهم وامانيهم , ان يسعدوا بما منحهم الله من حق الحياة وحق الاختيار وحق السعادة والعمل , وهناك الف طريقة للنضال بعيداً عن الدم , وهناك مؤسسات ودولة تُمثلها الشرعية الدستورية هي المسئولة عن تحقيق الأمان وليس مكونات ظهرت لأسباب ضبابية , وبدل ان نهدر الشباب علينا بحمايتهم وتوفير بيئة لهم للأبداع والبناء وللدولة مؤسساتها الأمنية والعسكرية هي من تتعامل مع الأمور الأمنية , وليكن خطابنا مسئول يمنح الحياة لا يسلبها .... 
د. محمد صالح السعدي 
3 نوفمبر 2019م