الجريمة في عدن

2020/04/09 الساعة 11:17 مساءً

 

بلغ  السيل الزبى بعدن , واحتملت فوق طاقتها , لا نتهم مناطق بعينها , بل حثالة من تلك المناطق , وجدت فرصة في غفلة لتتربع شأن عدن , والنتيجة مصائب عدن , جرائم لا تحصى , اغتصاب واغتيال وبسط وتقطع واقتحام وقتل عمدا ووووو... , لم يمر على عدن مرحلة بهذه الوحشية , وتلك العنجهية , جرائم ملفاتها تختفي, وابطالها معلومون , يرتدون زي رجال أمن ومن العار وصفهم برجال امن , في عهدهم فقدت عدن العدل والانصاف .

عدن التي بتحضرها اختفت منها نزعة السيطرة والهيمنة , وايقونتها تنوع وتقبل الاخر , بسلطة قانون واخلاق , فكتوت بمحن الجهل والعصبية , والبقية تفاصيل تلك الثقافة والعقلية , وبالصمت والتماهي زادت الشهية , وكيف نراهن على من يرفض تلك الايقونة ان يبني لنا دولة .

فالحضارة هي جملة المظاهر التي تعبر بواسطتها الأمم عن ثقافاتها، ومن خلالها تقوم بحماية هذه الثقافة؛ حتى تستطيع توريثها للأجيال القادمة، لتحفظ لها احترامها بين الامم , فهل عجزنا نحن جيل الحضارة ان نحفظ لعدن مدنيتها وايقونتها , وتماهينا مع الواقع , هل تذكرون حين غضب الشارع  لقضية اغتصاب طفل المعلى , ولماذا تلاشى ذلك الغضب ؟! , فسمح  للمجرمين ومن ورائهم ان ينتهكوا أعراض المجتمع , وينجون بفعلتهم , وقتل الضمير منا الذي لم يحتمل هول الجريمة وهو رافت دنبع وخذلناه , اين ذهبت ضمائرنا , والسخف في التبرير الذي مرر , انه منتحل هوية جنوبي وما هو بجنوبي , تعبر عن ثقافة كل من قالها , وتقبلها , وهو تقبل الرذيلة والقهر والظلم وقذارة السلوكيات .

واستمر مسلسل القتل , في اقتحام لحي او منزل او حوش او ارضية , للنهب والبسط او حماية القتلة والمنتهكين , حتى الشارع لم يعد متنفسا آمناً , وقتل الشاب محمد عبد المجيد , وكشفت كاميرا الشارع العملية , طقم اجرامي يرتدون زي العسكر , ازعجهم صوت انسان مدني حضري اعزل اعترض على سلوكيات ترفضها عدن  , فافرغوا اسلحتهم فيه , ولأنهم جبناء فروا كالجرذان , وتوارت القضية في دهاليز الظلم والقهر والنصب والرذيلة , لم تعد تلك ادارة امن , بل تدير العبث بالأمن  , وسمعنا وسنسمع مبررات سخيفة .

 وبالأمس الطفل معاوية , وجندي في نقطة امنية , استقدم افرادها من العصبة للنقطة , لا يفقهون ابجديات الامن , والمسئولية , ولا يتحلون بالبديهة الامنية التي تفرق بين سيارة مفخخة لم تنفجر في النقطة الامنية بل تجاوزتها , ولا يملكون وسائل السلامة التي تحفظ لرجال الامن والمواطن سلامتهم , كأطفال مفزوعين ومرعوبين , والنتيجة طيش وضحية مواطن , ومصيرها كمصير الاف القضايا , وما اسهل تهريب المجرمين والقتلة في مدينة تسيطر عليها ثكنات عسكرية وامنية , هل تحمي المواطن ام المجرمين؟ وللسؤال اهمية .

 اهمية الامر, ان اليوم صار بعض قوى العنف والانتهاكات ابطالا , يسير خلفهم ركب من منظمات مجتمع المدني تهتف ببطولتهم , في استمرار الخديعة , وتعطيل مؤسسات الدولة , الكابوس الذي ترتعد منه فرائصهم كمجرمين , باسطين ناهبين , متطفلين على الامن , مستغلين لوظيفتهم للابتزاز والضغط على الناس في التنازل عن حقوقهم , يصرخون ويشكون في اذان صماء , شوهوا سمعت رجل الامن .

في عدن الجريمة تستفحل بمبررات سخيفة , تعبر عن عقلية سخيفة , وكم من التكلفة نحتاج لنحتمل ذلك السخف , كم من الطغاة على مر التاريخ ظنوا انفسهم مقدرة على السخرية ممن حولهم , في كل جريمة يرتكبون , يختارون من قاموسهم مبررها , فيدوسون على قوانين الحياة ونظام الكون في مصارعة ثوابت القيم والاخلاقيات الاجتماعية والسياسية وحتى القبلية .

العدل وجد ليحد من كلفة الظلم والقهر , لإنصاف الضحايا , فهل نحن احرار , ام نعترف ان لم يعد بمقدورنا ان نكون احرار نتصدى للظلم وطغيانه , وتضيع عدن وخصوصيتها , والنظم والقوانين , ومؤسسات القضاء والنيابة , وعدن سباقة في المنطقة , لننتصر  للحق ونزهق الباطل, ان كنا صادقون ومؤمنون , والله من وراء القصد وعليه السبيل .

احمد ناصر حميدان