اَه يا وجع الزمن والخذلان  

2020/04/20 الساعة 08:21 مساءً

 

كنا كقوى مثقفة في جنوب اليمن وشماله , من ضمن مأخذنا على المؤتمر الشعبي العام , يعلن عن نفسه حزب سياسي , ويقدم نفسه عمليا كتجمع قبلي , يحتكم في خلافاته مع الاخرين قبليا , ويكفر عن خطايا نفوذه بتقديم الديات والاَروش , كنا نسخر من هذه الافعال , عندما كنا مجتمع مدني مثقف , مجتمع متطلع لدولة ونظام وقانون , اين نحن اليوم من الامس ؟! وهل ندرك الاسباب والدواعي .

هنا من حقنا ان نصرخ وبصوت عالي , ونتنهد بقوة , آه يا زمن تحملناك وتحملنا مآسيك وقلنا الحياة , كفيلة في تعليم المتسلطين على رقابنا , والقوى العفنة التي تتسلق كل ثورة وغضب شعبي , متطلع للدولة  والنتيجة خذلا وانتكاسة , وما اشد الانتكاسة التي نحن فيها اليوم .

كل ما نتذكر وضعنا  الاسي , نقول يوما مر , وخلفه ينتظر يوما حلو , نذوق الكثير من المرارة , ولكننا نستحق شيئا من الجمال والحلاوة , لن يطول عذابنا وسننجو.

يطول الانتظار و عذاباتنا تطول , ويبقى الى متى ؟! ,وهل فعلاً لن يرتاح البسطاء من أمثالنا سوى في قبورهم هذا إذا تركوا لنا قبوراً نرقد فيها؟, يسرقون تطلعاتنا ,فيسرقون  حياتنا , في كل عملية نصب وقتل واستباحة وبسط , في مشهد للصوص والفاسدين , وهم يعمرون القصور , التي تحرسها ابنائنا البسطاء براتب فتات من بقايا فيدهم , عن أي انتصارات ومستقبل يتحدث هولا البغاة .

لن ينتصروا لقضايانا وقد انسلخوا منا , بمجرد ما ان تربعوا المنصة , وانتشوا بالتصفيق , امتهنوا استثمار معاناتنا وماسينا , اجادوا لعب المدياسة , باعتقادهم انها سياسة , رفعتهم لبروج عالية , ورغد العيش , تفننوا بالمناكفة , واجادوا الابتزاز , فسكنوا القصور والفلل , واستثمروا كل ما يمكن استثماره من متنفس ومنتزه ومركز تجاري وسياسي , سلوكهم وثقافتهم المتدنية تقول (ان لقيت شيء في طريقك واعجبك شله ), السياسة الوحيدة الذي اجادوها , وفشلوا في كل السياسات .

لا طعمنا حرية , ولا استقلال , والعدالة حدث ولا حرج , وعادك تشتي خدمات .

الخدمات لا تعنيهم وبكل بجاحه ليست من مهامهم , لا تزعجوهم , اتركوهم ينعمون بالأرستقراطية , كما قال مطبل , ما شفتهم الا هم , قد البلاد من زمان تنهب , يعني هربنا من لص وفاسد  للصوص وفسده  , ومش أي لص , لا مثيل له من 67م , نشهد لهم تفوقهم على الاولين في العبث بحياتنا بمهارة  .

وقال مطبل اخر كيف تطالبوا بالخدمات من مناضلين , ضحو وقدموا الشهداء , وبدء يسرد فساد الاخرين وهو منتشي , يردد اسطوانات سمعناها كثيرا , ولم نرى موقف صادق يكشف حقائق ذلك الفساد , او العمل على تفعيل ادوات الضبط والربط والمحاسبة , ولم نجد فاسد قدم للقضاء في محاكمة عادلة , في وقت هم مسيطرين عسكريا , كان بإمكانهم ارساء عدل ان كانوا صادقين , تقديم مثال طيب واثر يحفظ لهم سمعتهم ومكاناتهم في نفوس المراهنين عليهم , لكن الاحباط والخذلان هو الاثر الواضح اليوم , اثر من  يدعي الشرف والنزاهة والنضال , وهو غارق بالفساد والانتهاك , وبعظهم ارتقى لمستوى مجرم وقاتل , مستبيح الارواح والاعراض والاراضي والبيوت .

ولكل طاهش , ناهش , رغم اننا من دعاة الدولة والقانون , ورفضنا ونرفض العودة للتحكيم القبلي والاروش المتخلف , فليكن تأديب , لكل من لا يحترم مجريات العصر والحياة , الزمن كفيل بتأديبه , وبنفس العصاء التي يلوح بها .

احمد ناصر حميدان