مصطفى نعمان
طيلة خمس سنوات لم يؤد الرئيس لم يؤدِ واجباته الدستورية سوى الاستنجاد بالمملكة العربية السعودية لتعيده الى صنعاء، ثم ادمان على سلسلة لا تنتهي من التعيينات والمساعدات المالية تاركا كل واجباته الوطنية والدستورية لنجليه ومدير مكتبه، واي تسويق لتبريرات تبرئه من الإهمال الجسيم ليس اكثر من نفاق وتزييف للواقع.
ما يقال عن الرئيس ينطبق على نائبه الذي لا نعلم ما هي المسؤوليات الممنوحة له وما هي الأدوار التي يقوم بها، وليس مفيدا له تصديق المدافعين عنه ولا إطلاق الألقاب الفخمة عليه، فهو اما شريك في الحكم وبالتالي كل خطاياه وفساده كما كان في عهد صالح او انه قبل ان يصير موظفا كبيرا بامتيازات مادية كما كان هادي عند سلفه.
رئيس الحكومة منشغل بالمصفوفات والانفوغرافيك ولم يتمكن من تحقيق اي منجز سوى تمويل عدد من الإعلاميين والمواقع الإعلامية لتسبح بحمده حتى جعلوه يظن انه زعيم وطني دون ان يمتلك ايا من مقومات رجل الدولة المسؤول، وحول مجلس الوزراء الى كتل متصارعة لا يقوم بأي وظيفة، ولم نعد نرى جهدا في مجاله الا وزير الاوقاف بقدر ما هو متاح له.
اما مجلس النواب فاعظم إنجازاته هي إرسال برقيات التعازي والتهاني والبحث عن تأشيرات وزيارات للأعضاء وتأمين الراتب، بعد ان ترك اغلبهم دوائرهم الانتخابية من سنوات حتى داخل ال ٨٥٪ وتخلوا عن الإحياء من ناخبيهم.
في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين الحال ليس نموذجا مبهجا يتمناه اليمنيون الا بأنها أكثر أمانًا من المناطق التي تزعم الشرعية انها تسيطر عليها، لكن مع موجة مستمرة من القمع والإصرار على تغيير ثقافة المجتمع عنوة واعتقال المعارضين والصحفيين ثم إجبار المواطنين على الصمت ازاء تصرفاتهم ومشرفيهم في كل منطقة يسيطرون عليها، وليس في فعلهم هذا اي قيمة من قيم السلطة المحترمة، ويتخلون عن كل مسؤولية تحت شعار (محاربة العدوان).
ثم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي "رفس" الجنوب ولم يتمكن من ادارته، وانشغل بالتحصيل وإصدار البيانات وزعم انه ممثل وحيد للجنوب، فلا هو قادر على خدمة الناس ولا التعاون مع بقايا المؤسسات في الجنوب لإنقاذ المواطنين من الغرق في المجاري المفتوحة ووسط القمامة التي تملؤ كل احياء عدن، ولم يتمكن من تشغيل مستشفى واحد داخلها، وصارت ممارساته على الارض تقترب من تصرفات الجماعات التي لا يحكمها قانون ولا دستور.
كيف يمكن لمواطن عاقل ان يتوهم انهم طوق نجاة او ان لديهم اي قدرة على الانجاز او الارتفاع بمنسوبهم الأخلاقي من الحضيض، بعد ان اجبروا العالم الا يرى في اليمني سوى عالة يبحث عن ملجأ ووجبة طعام وقرص دواء.
هذه الكيانات لا يمكن عقلا وأخلاقا ان تكون صالحة لخدمة المواطن وما على اليمنيين الا ان يبحثوا عن الخلاص منها جميعه والبحث في جسد جديد يؤمن بأن المواطن هو همه وان خدمته هي واجبه.
اليمن يزخر بالشرفاء والمخلصين والمحبين ولا مبرر للذين لم يتلوثوا من ان يتصدوا لهذا السيل الجارف من الفساد والهوان الذي صار أضعاف ما قامت ثورة الشباب ضده.
مصطفى نعمان