منظمة الصحة العالمية ساهمت في موت كثير من أهل اليمن

2020/06/11 الساعة 12:09 صباحاً

 

’’تمالأت المنظمة مع الإنكار الحوثي خالقة أمانا كاذبا، مما تسبب في تساهل الناس مع الخطر، ثم إصابتهم وموتهم. والآن تخلي عهدتها وتقول إنها ليست جهة اختصاص ولا مصدر معلومة وأنها غير ذات علاقة’’.

في مارس الماضي كتبت مقالة بعنوان ’’هل وصل الوباء إلى صنعاء’’. المقالة استندت إلى مصادر طبية متعددة داخل العاصمة، حددتها في حينه.

بعد ذلك خرج مسؤولو منظمة الصحة العالمية في صنعاء ليؤكدوا خلو العاصمة من كورونا. كانوا يسجلون لقاءات مصورة مع إعلاميين مبرمجين ل"يدحضوا" الأقاويل، وفقا للتعبير المستخدم آنذاك. قدموا أنفسهم كجهة عليمة، ومصدر رصد وإحصاء. حتى إن الناس ذهبت تتساءل: لا يمكن أن يكون ما قيل حقا وإلا لأفصحت منظمة الصحة العالمية عن الحقيقة.

بالنسبة لي ككاتب فقد كان ذلك الحجاج مربكا ومحرجا، وتعرضت البيانات التي نشرتها للشماتة والسخرية. فلا يمكن أن تكون صحيحة إذا قالت منظمة الصحة العالمية بخلافها.

ثم انفجرت قنبلة بيولوجية عملاقة داخل العاصمة وطارات شظاياها إلى كل منزل.

هناك خرج المدير الأقليمي لمنظمة الصحة العالمية وقال:

"منظمة الصحة العالمية لا تعلن عن الإصابات والوفيات، هذا دور الجهات المعنية في البلاد. نحن نعتمد على الاحصائيات الصادرة من هذه الجهات".

كانت المنظمة العالمية "تدحض" المعلومات الطبية، أي الحقيقة، بهرتلات جلبها لها الحوثيون. تمالأت المنظمة مع الإنكار الحوثي خالقة أمانا كاذبا، مما تسبب في تساهل الناس مع الخطر، ثم إصابتهم وموتهم. والآن تخلي عهدتها وتقول إنها ليست جهة اختصاص ولا مصدر معلومة وأنها غير ذات علاقة.

هنا إحاطة مصورة، واحدة من الإحاطات، للدكتور سعيد الشيباني، وهو موظف رفيع في منظمة الصحة العالمية.  لاحظواقوله "بكل تأكيد فإن نتائج الفحوصات تخضع لتدقيق من قبلنا في المنظمة"، ليسرح ويمرح في الحديث عن الشفافية في صنعاء وخلو العاصمة من الوباء.

ثم، وفقا للمدير الإقليمي، بعد حلول الكارثة:

نحن لسنا جهة اختصاص، لا نطلع على المعلومات، نحن مثل الآخرين نتلقى معلوماتنا من السلطات الحاكمة ولسنا مسؤولين عن دقتها..

ساهمت منظمة الصحة العالمية في موت كثير من أهل اليمن. سعيد الشيباني يعلم ذلك، ويدرك الدور الذي قام به..

م.غ.