:
- إنَّ موقفَ النملةِ الهزيلةِ الضعيفةِ المجتهدةِ في تنفيذِ مهامِها بما يحققُ لمجتمعها الأمنَ والسلامةَ ، هو أشدُ إخلاصاً وولاءً من مواقفِ كثيرٍ من القملِ البشري ، منتفخي البطونِ مطاطي الألسنةِ ، المجتهدين في بيع الذمةِ وخيانةِ الأمانة ، والمتاجرين بالمواقفِ وتغيير جلودِ الولاءات وتبديل أقنعةِ الإنتماءات .
- إنَّ تبسمَ سليمانَ(عليه السلام)لحشرةٍ وهي تحذرُ قومَها من مسيرةِ جنودِه ، هو أرقى من موقفِ القادةِ والحكامِ في معاملةِ كلِ مَنْ عارضَ وحذرَ من شططِ سياستهم ، يرونهم حشراتٍ ضارةً ، فيتمُ زجُهم في المعتقلاتِ ، أو تدبيرُ اغتيالهم . وهو كذلك أعظمُ من تجهمِ أفرادِ طقمٍ عسكري حين يخاطبُهم مواطنٌ أن خففوا السرعةَ ، فيكون جزاؤه رصاصاتٍ غيرَ مبتسمةٍ تخترقُ جسدَه .
- إنَّ تفقدَ سليمانَ لجنودِه وتطبيقَه للنظمِ عليهم ( ثوابا وعقابا ) ، هو أحسنُ إيجابيةً من جيشٍ وأمنٍ قوامُه ألافُ الأسماءِ الوهميةِ ، والرتبِ العشوائيةِ والرواتبِ العطائية بغير استحقاقٍ ، وقادتُه ليسوا في مستوى المسؤولية والمتابعةِ والتأهيل والتدريبِ ، وجندُهُ ليسوا في مستوى السلكِ العسكري الفاعلِ ، والانضباطِ لنظمِهِ ومهامِه .
- إنَّ حَذَرَ الهدهدِ من الاقترابِ من سليمانَ الغاضبِ ، أذكى من تسليمِ وطنٍ وشعبٍ لخصومٍ ، له كارهون وعليه حاقدون ، وإنِ ادعوا حبَه وحمايتَه .
- إنَّ حكمةَ سليمانَ في طلبِ الدليلِ من الهدهدِ ، ومنحِه فرصة إثباتِ براءته من التقاعسِ والتخلفِ ، أفقهُ من مواقفِ حكامنا المتخاذلةِ مع شعوبِهم ، في وجودِ أدلةِ القهر والظلمِ عليهم في أوطانهم وفي المهجرِ ، على يد فئاتٍ طاغيةٍ ، حكوميةٍ أو اجتماعية ، وهو أعدلُ من اعتقالِ الخصوم بكل قمعٍ وتعسف دون جرمٍ أو مستند قانوني .
- إنَّ استنكارَ الهدهدِ لعبادة الشمس ، أكرمُ من رضا قادتنا باستعبادِ شعوبهم ، وعدمِ الدفاعِ عنهم ونيل حقوقهم وحفظ كرامتهم .
- إنَّ مهمةَ هدهدِ سليمانَ في تحقيقِ الخير لأهلِ سبأ اليمن ، والنجاة من الضلالةِ والزيف ، خيرٌ من أهدافِ ابنِ زايدٍ وابنِ سلمانَ في أرضِ الجنتين طمعاً ، وفي أصلِ العرب تمزيقا .
- إنَّ طلبَ الشورى من الأنثى الرصينة ، أعقلُ من تطبيقِ الطغاةِ الذكورِ التوابعِ لقوانين الطوارئ وثقافةِ التغريب وعاداتِ الغربِ على شعوبِهم ، وبقوة السلطة وتعطيل الدستور .
- إنَّ سلبيةَ مَلأ سبأ في عدم تفعيل الشورى ، وإحالة تقرير المصير لرأس الحكم ، أخفُ وطأةً من خذلان حكوماتِنا ونوابِنا وصفوةِ مجتمعاتِنا لنا ، وتمايُلِهم خلفَ هوى الحاكمِ ، ودعمهم لمكرِ مخططاتِه وخَبَثِ أهدافه .
- إنَّ هديةَ بلقيس الاختباريةَ ردا على رسالة سليمان ، أجدى من دهاناتِ الإماراتِ لمدارسِنا ، مع تزلفٍ كاذبٍ لهم من بعض أهلنا .
- إنَّ بُعدَ نظرِ ملِكَتِنا في التعامل مع الحدث القاهر المفاجئ ، أوسعُ فهماً من مخططات مؤسساتنا السياسية والعسكرية في تحقيق أهدافها ، ومعرفةِ خصومِها مِن محبيها . وهو أكثر سداداً من تأملِ خيرٍ في مبادرةٍ خليجيةٍ ، وقراراتِ مجلس الأمنِ وتوصيات غريفيث واتفاق الرياض ... وهلم جرا .
- صلى اللهُ وسلمَ على نبينا سليمانَ ، ما أروعَ قيادتَه وتواضعَه ، وما أعظمَ عزمَه وحزمَه . ورضي اللهُ عن ملكةِ سبأ ، وباركَ حكمتَها ورجاحةَ عقلِها وحسنَ تدبيرِها . ولا رحم اللهُ أبليسَ وجنودَه ، وكلَ مَنْ على دربِ ضلالِهم وحسدِهم سار يتمطى ، وكلَ من على شرِ مخططاتهم ومكر أدواتِهم تدربَ وانضَوَى .
أبو الحسنين محسن معيض