*لم يعد مقبولا عرقلة إتفاق الرياض*

2020/08/21 الساعة 09:13 مساءً


خالد حيدان
***********************
نجح الأشقاء في الرياض من إعادة اتفاق الرياض إلى مسار التطبيق والتنفيذ بخارطة طريق جديدة للتسريع بإنجاز مراحل التطبيق كمصفوفة واحدة...
صدرت قرارات رئيس الجمهورية بالتعيينات وفقا للشق السياسي من الإتفاق ..وعاد الإرتياح للشارع السياسي في المناطق المحررة ليتوقف توجيه البندقية بين أطراف الشرعية..ليعاد التوجيه نحو العدو الوحيد لليمنيين اليوم وهم الإنقلابيون
 
نحن اليوم على أعتاب التنفيذ للمصفوفة الثانية من التنفيذ لخارطة الطريق..وتشمل الشقين العسكري والأمني وسحب القوات من العاصمة عدن..وكذا إعلان قوام حكومة معين الثانية والتي ستضم عناصر من المكونات الجنوبية المختلفة.
لاشك أن هناك معوقات وتحديات...وهناك من لم يعجبه ذلك الوفاق وما خرج به من نتائج..
ما أن  نقترب قليلا من تنفيذ الشق العسكري والأمني وفقا لإتفاق الرياض حتى نبدأ في دوامة اللف والدوران والتحايل والتهرب من التطبيق
ملامح التلكؤ في التطبيق نقرؤها من خلال الإشتباكات المتقطة في الطرية والشيخ سالم...نقرؤها في عدم إستيعاب البعض أن اللواء شلال لم يعد مديرا لأمن عدن
تم تزمين مصفوفة تسريع الإتفاق بشهر في مرحلته المهمة..ونحن اليوم قد أكملنا ثلث الفترة المتاحة وما يزال أمامنا الكثير لننجزه.
سيباشر رئيس الحكومة مهامه في تشكيل حكومته لنيل الثقة..وسيؤدي محافظ عدن اليمين الدستورية لتبدأ مهامه كمحافظ جديد للعاصمة عدن وسيباشر مدير الأمن مهامه...

وسيبقى أن نرى من الإنتقالي عودة صادقة لأحضان الشرعية وتراجع عن إجراءات الإنقلاب سواء في عدن أو سقطرى..
الكثير ينظرون بتشائم من مواقف المجلس الإنتقالي وإستجابته لمتطلبات المرحلة الجديدة نظرا للتباينات الكبيرة التي تعصف بكيانه ومكوناته المختلفة
 المتسبب في العرقلة اليوم سيكون في مواجهة مع المجتمع الدولي والإقليمي وليس فقط مع الرياض...

على أتباع المجلس الإنتقالي أن يدركوا أن هناك رئيسا شرعيا اجتمع عليه اليمنيون كما حصل على تأييد المحيط الإقليمي والدولي وهناك برلمان شرعي وأيضا حكومة شرعية..جاء التحالف العربي منذ خمسة أعوام ليكون عونا لتلك الشرعية وإعادتها لإدارة شؤون البلد بعد القضاء على الإنقلابيين...
 وما رأيناه بعد خمس سنوات
كيف نشأت جماعة إنقلابية أخرى جنوبا وبرعاية من إحدى دول التحالف..وكيف تم تسليحهم وتمكينهم..والإغداق عليهم بالمال والعتاد ليكونوا في الطرف الآخر مناوءة للشرعية الدستورية..لن يكون مقبولا..ولم يعد لذلك المشروع وجود وقابلية حضور..
هذه هي الحقيقة التي يجب على الإنتقالي المدعوم إماراتيا أن يواجه بها جماهيره..لم يعد للشعارات حضور في ظل تنفيذ  إتفاق الرياض 

رأينا كيف خرج الطرفان الموقعان على إتفاق الرياض وهما يعددان مميزات إنتصارهم..وأن الإتفاق جاء لصالحهم...وقبل الشعب اليمني بالإتفاق كونه يهدف لحقن دماء اليمنيين حتى ولو كان في ذلك بعض التنازلات...كإعطاء تلك المليشيات الإنقلابية مكانة أكبر من حجمها...

لم يعد ممكنا أو مقبولا للإنتقالي  أن يحافظ على مكتسباته...وفي نفس الوقت يريد الإستمرار و الإبقاء على سيطرتها على العاصمة...خوفا من أن تذوب في جسد الشرعية وتفقد حاضنتها الجماهيرية التي خسرت جزء كبيرا منها خلال أداءها الماضي..
فالمليشيات الإنتقالية فقط أرادت أن يكون الإتفاق ضمانا لعدم هجوم جيش الشرعية عليها كما حدث من سابق...وأيضا أرادوا الاستفادة من الإتفاق لينالوا شرعية في التمثيل والحضور والتخاطب مع المجتمع الإقليمي والدولي وهو ماكان ...
اليوم نتطلع  لتنفيذ الإتفاق..نريد أن ينعكس الإتفاق إيجابيا على أبناء العاصمة عدن في مختلف جوانب حياتهم المعيشية..بعد أن أضحت عدن مدينة أشباح غابت عنها الدولة.

يبدو أن الشرعية الدستورية أخيرا قررت أن تتجه بعيدا عن طول النفس التي يتمتع بها ضامن الإتفاق وقررت إما تنفيذ اتفاق الرياض بالسلم والتوافق..وإما التوجه نحو الإلزام للتنفيذ بطرق أخرى...وإنقاذا للعاصمة مما وصلت إليه.

نرى كيف يتحرك الأشقاء بقوة من جديد لتحريك المياه الراكدة...وإعادة عربة الإتفاق في مساره الصحيح...وهاهي مليشيات الانتقالي تقر بتهربها عن التنفيذ في الفترة الماضية وتقرر القبول بمصفوفة التسريع لتنفيذ ماتم الإتفاق عليه بما يجنبها ويلات الحرب والصدام...ودخول الجيش إلى عدن عنوة..
الجميع ينشد السلام...والوطن يسع الجميع..ولكن لاينبغي أن يترك لأحد أن يعبث بعدن وأمنها وسكينتها دون أن تتدخل الشرعية الدستورية لتصحيح الاختلال
ننتظر الاجراءات التي ستتم في قادم الأيام ويحذونا الأمل أن يسير الجميع بسفينة اليمن نحو مرفأ آمن..سنرى.

https://www.facebook.com/100004375367521/posts/1776908349131660/