الشرعية وجمهورية من فسد يفسد .

2020/09/29 الساعة 09:49 مساءً

 

محمد عبدالله القادري

الجميع احتفل بالذكرى الثامنة والخمسين لثورة 26 سبتمبر بالذات الشرعية من مسؤولين واحزاب وانصار ، جميل ذلك الاحتفال وذلك التغني بهذه الثورة العظيمة الخالدة ، ولكن يجب ان يفهم اولئك ما هي ثورة 26 سبتمبر وماذا تريد وماذا تعني ، وبالاخص مسؤولي الشرعية جميعاً الذي كان يفترض عليهم ان يظهروا بهذه الذكرى بالاعتراف بنوع من القصور تجاه الوطن الذي يعاني احلك الظروف وتجاه الشعب الذي يعاني مأساة العيش التي شملت تلك المأساة المناطق المحررة والمناطق غير المحررة .

في المناطق التي لم تتحرر يعود سبب المعاناة لميليشيات الحوثي ، وفي المناطق المحررة يعود سبب المعاناة وتتدهور العملة وغلاء الاسعار للدولة الشرعية .
والذي يجب ان يفهمه كل مسؤول بالشرعية ان ثورة 26 سبتمبر قامت لتحقيق التقدم والازدهار والتنمية ومحاربة التجويع والتركيع والتجهيل والفقر والتخلف .
وبقاء الفقر والجوع والمعاناة معناه ان الشرعية فاشلة وسبب فشلها انها لم تعي ما هو مفهوم 26 سبتمبر ولم تعرف ما هي اهداف هذه الثورة .

 ثورة 26 سبتمبر لا تريد تصريحات ولا كلمات ولا ظهور ، بل هي تريد انجازات على الواقع اقتصادياً وتنموياً .

 كان التعاطي الشعبي مع ذكرى 26 سبتمبر هذا العام جميل وواسع من قبل المواطن المسكين والبسيط الذي يعاني الفقر والجوع والمعاناة وكان ذاك التفاعل صادقاً ، ولكن التعامل تجاه هذه الذكرى من قبل اي مسؤول في الشرعية كانت بمثابة تشدق وكذب على الناس ، فقبل ان تظهر بتشدقك مع ثورة سبتمبر المجيدة تخلي أولاً عن فسادك وافسادك الذي كان سبب في فشل النجاح وتحقيق التنمية .
اي مسؤول فاسد ويستلم مرتبه بالعملة الصعبة ويعيش في الفنادق الفارهة واصبح لديه مشاريع استثمارية في الخارج ثم يظهر يتشدق بأهمية ثورة 26 سبتمبر فلا تصدقوه .
لو كان يدرك اهمية هذه الثورة لكان يعيش معاناة الشعب الذي يبحت عن لقمة العيش ويفتقر اغلب الخدمات.

ثورة 26 سبتمبر لم يكن سبب قيامها على الامامة يعود لطبيعة النظام الملكي ، ولكن لممارسات ذلك النظام وفشله ولعنصريته .
مشكلة النظام الملكي قبل الثورة انه يعتقد احقية الحكم من باب حق إلاهي منح الولاية لفئة عرقية من الناس ، فهذا النظام ليس نظام حكم سياسي يعتبر بل نظام حكم عنصري يفرق بين الناس على أساس سيد ومسود ولا يوجد لديه قانون للمساواة كما في بقية الانظمة الملكية الحاكمة الاخرى .
بالاضافة إلى ان نظام الامامة تعمد تجويع الشعب وتجهيله وتعطيله .
لو كان نظام الملكية في اليمن قبل الثورة نظام يعتبر الناس سواسية امام القانون ويحارب التمميز العرقي وقدم نجاحات للشعب اليمني اقتصادياً وتنموياً وتعليمياً وحقق الرفاه والازدهار لما قامت ثورة 26 سبتمبر .
بعد موت الامام احمد قبل الثورة بأيام ، كان الثوار يريدون من الامام البدر ان يقوم  بتغيير داخل الوطن يقضي على الفقر والتخلف ويلغي التمييز العرقي ، ولكن البدر اعلن المضي على نهج ابيه مما اضطر بالثوار لتفجير ثورة 26 سبتمبر .

نحن لا نريد جمهورية كنظام حكم فقط .
اي نظام حكم لا تتحقق فيه العدالة والمساواة والتنمية والرخاء لا خير فيه ولا نريده.
نريد نظام  ومشروع دولة يحقق لنا العدل والمساواة ويقضي على الفساد ويجعلنا بلدنا يواكب العالم حضارةً وتقدماً وازدهاراً ، ولا يهمنا شكل  هذا النظام .
كلما يهمنا هو ان لا يكون فاشلاً ولا يكون عنصرياً .
فالنظام الفاشل هو الذي يحدث التقسيم داخل الشعب ويجعلهم طبقات طبقة شابع ومفتهن وهو طبقة المسؤول الفاسد واهله واقاربه  وطبقة جاوع وهي طبقة بقية الشعب وهو نظام الشرعية اليوم .
والنظام العنصري هو الذي يحدث التقسيم داخل الشعب ويجعل الناس طبقات طبقة السيد وطبقة المسود طبقة القناديل وطبقة الزنابيل .، وهو نظام الامامة قبل الثورة ونظام الحوثي حالياً .

26 سبتمبر ليس إعلاماً فقط لنقول جمهورية من قرح يقرح .
وليس مجرد ذكرى عابرة والشعب يعيش جمهورية من جوع يجوع. 
وليس مجرد التحدث عن حدث والمسؤول لا يستشعر المسؤولية تجاه الوطن كونه يعتبر هذه الثورة جاءت بجمهورية من فسد يفسد .
لا والف لا ، سبتمبر الحقيقي هو النجاح في المسؤولية وتحقيق النجاح الشامل في كل المجالات  للوطن .

يجب ان يعلم كل مسؤول في الشرعية ان 26 سبتمبر تم الاعلان عنه في صنعاء ، واليوم صنعاء عادت إلى عهد ما قبل ذلك اليوم عهد الامامة ، والاحتفال الحقيقي يجب ان يكون في صنعاء ، فاحتفلوا بهذه الذكرى بالتقدم بالجيهات حتى تستعيدوا صنعاء السليبة وتستعيدوا 26 سبتمبر معاً .

ايها المسؤول لا نريد سبتمبر بأقوالك ، ولكن نريده بأفعالك ونجاحك وتخليك عن الفساد واستشعارك للمسؤولية .

دمت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضال.
سبتمبري الهوى لا انحني أبداً.
ان ذكرى 26 سبتمبر تعتبر لي كتجديد لمسيرة النضال ضد ميليشيات الحوثي الكهنوتية  وضد فاسدي الشرعية حتى تتحرر اليمن كلها من فلول العنصرية وعصابات الفساد.