الحلقة الأولى
القاضي العمراني - حفظه الله وعافاه - من صنعاء وأنا من إب ولا صلة قرابة بيننا ولكني من محبيه ولم أصل لمستوى طلابه وقد زرته في منزله برفقة مجموعة من المشايخ وأجريت معه مقابلة نشرتها صحيفة " صوت الإيمان " وأعادت بعض المواقع الإخبارية نشرها وكانت من أروع المقابلات التي أجريتها بحياتي
يومها تهيبت لقاءه واخبرت بعض المشايخ في جامعة الإيمان من طلابه الذين يعرفهم جيدا فقالوا نصلي معه في جامع الزبيري الذي يصلي فيه ونذهب معه إلى منزله وسيوافق على إجراء المقابلة إن شاء الله وأذكر أننا كنا معي يومها الشيخ عبد الله القبيسي والشيخ محمد الوزير الوقشي والشيخ فضل مراد ، صلينا في الجامع وبعد الصلاة ذهبنا للسلام على القاضي وخرجنا معه وبعد خروجنا من المسجد أخبرناه أننا جئنا لزيارته فرحب بنا وذهبنا لمنزله وفي منزله قربوا له صينية صغيرة فيها كمية ضئيلة من القات مهروس - طبعا كان هذا قبل 15 عاما - وأشار القاضي إلى الصينية وقال : هذا قات العمراني وانا امضغه لمدة ساعة فقط من الساعة الرابعة عصرا إلى الخامسة واستغل هذا الوقت في الرد كتابة على الفتاوى أو في الرد على الاتصالات الهاتفية ، وأضاف القاضي - شفاه الله وعافاه - بعض الناس يمضغ القات لساعات طوال وبكميات كبيرة ويقول : القاضي العمراني يخزن !
والجلوس مع القاضي العمراني ممتع جدا لما يتميز به من روح الفكاهة ولما يتحف به ضيوفه من الفوائد العلمية والقصص الشيقة والنوادر العجيبة وقد أخبرنا أنه كان قبل تلك الفترة يمضغ القات لوقت أطول وبكمية أطول واخبرنا يومها أنه كان ذات مرة مسافرا من صنعاء إلى أوزبكستان في وفد رسمي وقبيل انطلاقه إلى المطار جاءه أحد معارفه بقات فاخر ووضعه في الحقيبة التي فيها أوراقه فحملها القاضي ولم يعلم أن فيها قات وفي المطار لم يفتشوه وفي الطائرة فتح الحقيبة ليراجع بعض الأوراق فوجد القات فطلب من المضيفة الماء ومضغ القات في الطائرة وكانت الرحلة لساعات طوال وعندما وصل إلى أوزبكستان طلب زيارة قبر الإمام البحاري رحمه الله فوجد الناس يتبركون به ويقدمون له النذور والذي يتزوج يعقد زواجه عند ضريح البخاري طلبا للبركة والذي يحلف اليمين يحلفوه بجوار الضريح ومخالفات شركية عديدة ، يضيف القاضي فنصحناهم بأن هذه الأمور بدع وشركيات لا تجوز .