صدام الحريبي
بعد خروج الحوثيين وقوات صالح من عدن في ٢٠١٥م عملت دولة الإمارات على السيطرة الكاملة على عدن وقد كان هذا الترتيب مسبق سببه رفض الإمارات بشراسة فكرة النهوض بعدن أو إقامة المشاريع فيها، والهدف هو ميناء عدن.
أيقنت الإمارات أن تعيين أي محافظ وطني لعدن ستكون أولى مهامه هي تشغيل ميناء عدن، وبالتالي تعيين الوطنيين لن يكون أبدا في صالحها، بل سيكون وبالا عليها.
على حين غفلة من أذرع الإمارات، تم تعيين القيادي نائف البكري محافظا لعدن في ٢٠ يوليو ٢٠١٥م، الأمر الذي أخرج الإمارات عن سيطرتها وأجبرها على تنفيذ أكثر من ٣ محاولات اغتيال للبكري إحداهن في ٢٠ أغسطس ٢٠١٥م استشهد فيها ٤ من مرافقيه.
كانت الإمارات على يقين مطلق أن استمرار البكري محافظا لعدن سيجلب النهضة والتطوير والبناء لهذه المدينة لما يتمتع به الرجل من نجاح في الإدارة والتنمية والصرامة وحب الناس له، وقد كانت الإمارات كذلك تعلم أن الرجل سيذهب ب"عدن" إلى أبعد ما ذهب العرادة ب "مارب" وبن عديو ب "شبوة" نحو البناء والتطور، فوقفت أمامه بخبث وحاولت قتله أمام الأشهاد، ولما فشلت وشعرت بالحرج ضغطت على الرئاسة بكل قوة من أجل إقالته، فتم إعفائه من منصب المحافظ وتعيينه وزيرا للشباب والرياضة في ١٤ سبتمبر ٢٠١٥م، وقد رأى بعض مؤيديه أن ذلك في صالحه لأن الإمارات لن تدعه وشأنه في حال استمر في منصب محافظ عدن، لأنه هو يريد البناء والإمارات تريد الخراب، ولن ينكر ذلك إلا من يتقاضون فتات أتفه جندي إماراتي.
في ٩ أكتوبر ٢٠١٥م تم تعيين اللواء جعفر محمد سعد محافظا لعدن خلفا للبكري، وبالرغم من إيمانه بالقضية الجنوبية أكثر من غيره، إلا أنه لم يماشي توجيهات الإمارات، فتم اغتياله في ٦ ديسمبر ٢٠١٥م، لتكن قناة سكاي نيوز الإماراتية من أوائل من أعلنوا تبني تنظيم داعش لعملية الاغتيال رغم عدم وجود هذا التنظيم في اليمن، وقد كان ذلك دليلا واضحا على علاقة الإمارات بالإرهاب.
لم تكن مشكلة الإمارات في عدن وغيرها أنها ترفض تعيين محافظا إصلاحيا أو من هذا القبيل، لكنها كانت تبحث عن محافظ يعمل على تخريب عدن ويحارب بناءها وتطويرها وينفذ كل توجيهات أبوظبي حرفيا، ليجد أبناء زائد ضالتهم في عيدروس الزبيدي أسوأ وأردأ محافظ عرفه تاريخ يمن الوحدة، فقد وضع الارتزاق أولا وأهم شيء في حياته، ليلحقه "الخطيب الرقاص" هاني بريك الذي يفتي للإمارات ويركع لها، وكذا شلال شائع الذي لا يشرف أن يكون حارسا لحديقة الحيوان فضلا عن تعيينه مديرا لأمن عدن.
هكذا صنعت الإمارات بعدن وغدرت بها وانتزعت منها نائفها الذي كان طموح النهوض والبناء يملأ عينيهوجوارحه وكل خطواته.
لم تتوقف الإمارات عند ذلك بل حاولت أن تلحق تعز بعدن، فحركت الجماعات الإرهابية ونفذت الاغتيالات وعمليات دخيلة على تعز ففشلت، ثم انتقلت إلى الحجرية ففشلت كذلك، لأن يقظة رجال الجيش والأمن في تعز كانت أقوى من خبث الإمارات وإرهابها، لكن ما زالت الإمارات تعطّل التطور والنهوض في تعز وذلك من خلال إصرارها على الضغط من أجل تعيين محافظين تتحكم بهم وبأبسط أمورهم، الأمر الذي منع تعز من صناعة أي تطور وتقدم وبناء ونهضة وهي السباقة لذلك على الدوام. وكذا حاولت الإمارات أن تكرر نفس الأسلوب في عدة محافظات.
لقد خسر أبناء عدن فرصة ذهبية لن تعوض بسبب تفريطهم بالمحافظ البكري، والسماح بتشكيل أحزمة مكونة من مرتزقة تصرف عليهم وتوجههم الإمارات، لتكن النتيجة عمليات اغتيالات وذبح وسحل وتفجيرات تمارسها أياد دخيلة على عدن واليمن.. لكن الفرج قريب والنصر أقرب بإذن الله
فالسلام على عدن وعلى نائف وعلى جعفر وعلى كل وطني حر في أرجاء اليمن.
#صدام_الحريبي