أمة الرحمن العفوري
إنني من خلال هذا المقال أحاول أن أعود بكم إلى التاريخ لنلامس بعض العلاقات التي ربطت اليمن بالصين والتي تعمل الصين اليوم لتوثيق روابطها ، حيث ترجع علاقات الصينيين باليمنيين حسب ما تشير إليه الكتابات التاريخية إلى البدايات التي انطلقت من اتصال التجار اليمنين بتجار الصين في الموانئ الهندية فقد كان تجار اليمن يبيعون لتجار الصين والهند البخور والعطور واللبان ، ويعودون بسفنهم إلى اليمن محملة بمواد صينية وهندية ومنذ ثلاثة الاف عام قبل ميلاد السيد المسيح يواصل اليمنيون نقل السلع برًا وبحرًا الى الشام ومصر ما أدى إلى تضاعف إهتمام الصين بالبلدان المطلة على المحيط الهندي واعتبروها ضمن المجال الحيوي لها ، لهذا تسعى الصين من خلال مشروع "حزام واحد" إلى توسع علاقاتها عالميا من خلال ربطها بأوروبا والشرق الأوسط ،تنظر الصين إلى المدى البعيد فهدفها الاساسي من هذه المبادرة هو الوصول إلى أسواق جديدة للمنتجات والسلع الصينية ويعتبر من المشاريع العملاقة وتقدر تكلفتة بمئات المليارات لهذا تعمل الصين جاهدة للحفاظ على مشاريعها في الوقت التي ترى فيه أن الصراع الدائرة في الشرق الاوسط قد يتسبب بإلحاق الضرر فيه ،ولذلك لن تسمح بكين بالمزيد من تدهور اليمن ،وستعمل على إيجاد مصلحة مشتركة بين أطراف الصراع جميعا للحفاظ على مشاريعها وهذه النقطة التي تشترك فيها كل الدول في اليمن للحفاظ على مصالحهم بعيد كل البعد عن مصالح اليمن وشعبها ،فقد كانت الصين من بين الدول الراعية لعملية الإنتقال السياسي في اليمن ،ما جعل الصين تعمل مع جميع الاطراف وجعل مصلحتها أولا لأجل إستمرار الاستثمارات الصينية في اليمن والمنطقة ككل كون اليمن تعتبر بوابة مهمة للخليج العربي إلى جانب أن اليمن يعج بالموارد الطبيعية التي تحتاجها العاصمة "بكين" وتستمر الصين في سياستها المحايدة مع جميع الاطراف من خلال ما نلاحظه في استخدام السلاح مع كل الاطراف وهذا دليل واضح أن تدخل الصين مع أي تدخل خارجي في اليمن يسعي فقط لإطالت الحرب لأجل مصالحهم الشخصية وأن السلام الذي ينادون به ليس أكثر من مجرد صفقة آخرى في المتناول .