د. عبدالله عوبل
انخراط المجلس الانتقالي في حكومة الشرعية تنفيذا لأتفاق الرياض، قوبل باستنكار شديد من قبل بعض انصاره، وصولا الى التخوين وبانه "تفريط بدماء الشهداء". مع ان الأمر من مقتضيات السياسة، الاتفاق والشراكة افضل من أستمرار القتال. لكن نتيجة الثقافة التي تم تكريسها لسنوات طويلة ضد كل ماهو شمالي، وتوجت بالداعشية والاخونجية على الخصوم السياسيين، كان على رئيس الأنتقالي ان يبرر وان يعد بان ماجرى مجرد تكتيك، وانه " سيستعيد دولة الجنوب"، في مسعى لإعادة لملمة صفوف انصاره. وماكان الرجل ليحتاج الى كل هذا الجهد لولا سنوات من التعبئة الخاطئة التي كان القصد منها تحقيق التفاف حول القيادات، ولم يحسب حساب لآثاره المدمرة. ذلك ان المطالبة باستعادة دولة الجنوب شيء، والتحريض على كراهية كل الشماليين شيء آخر عبثي. لو ان الدعوة الى الانفصال لم ترتبط بالكراهية لكان الامر اسهل واعتيادي جدا في اطار العمل السياسي والحوار.
منذ يومين فقط، ترحم قيادي بارز في المجلس الانتقالي على على احد الناس، فوجهت اليه انتقادات من بعض انصاره، مع ان الرجل تصرف وفق ماتمليه ثقافتنا وقيمنا الاجتماعية
كل ذلك هو ثمار لهذه الايديولوجيا الانعزالية التي استمرت وأصبحت الآن عبئا ليس على الانتقالي فقط وانما على اي قيادات حراكية جنوبية،،الآن الانتقالي اصبح في السلطة التي نقلته ليكون وجه لوجه أمام هذه المشكلة ويحس بثقلها وآثارها على كل سياساته وعلاقاته.ذلك انه عندما تكون خارج السلطة شيء وعندما تصبح في قلب المسؤولية تحس بوطأة كل هذه الاخطاء وأثرها على قراراتك وتوجهاتك.
ثمة متطرفون في كل الفضاء السياسي، وقد لاحظنا فيديوهات تحريضية كلما اقترب الناس من الخروج من هذا الوضع البائس ولكن، هؤلاء ذهبوا الى حيث لامكان للعقل، ولذلك فهم يغردون خارج السرب، ويتعرضون للسخرية من قبل المجتمع وحتى انصارهم.
نأمل ان ينتصر العقل، ويتحقق السلام والأمن واعادة اللحمة الوطنية.
والله من وراء القصد.