أحمد تركي .. المحافظ الجنوبي الوحيد في حكم الإعدام

2021/01/13 الساعة 10:15 مساءً

 


علي منصور مقراط
في 26مارس 2015م تمكنت مليشيات الغزو والعدوان الحوثيين من أسر أنبل وأشرف وأشجع قائد عسكري جنوبي عظيم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع ومعه رفاقة فيصل رجب وناصر منصور وفي ذلك اليوم الأسود المشؤوم انهارت جبهات المواجهة في الجنوب من العند إلى عدن ولاذ المسؤولين والقيادات العسكرية وماتسمى باللجان الشعبية بالفرار من عدن وتوغلت المليشيات بسرعة إلى عمق عدن. وبقي أبناء عدن وقلة من القادة يقاومون حتى تدخل طيران التحالف ليربك جحافل الغزو من استكمال سيطرتها على عدن. في تلك الأثناء خرج بعض القادة العسكريين الجنوبيين الغيورين وفي طليعتهم اللواء أحمد عبدالله تركي الصبيحي طواعية إلى ميدان الدفاع عن تراب الجنوب. لنبعد تفاصيل الحديث عن عدن ونذهب إلى أرض الصبيحة الباسلة التي أعتقد البعض أنها انكسرت شوكتها باسر أسد الجنوب محمود الصبيحي. لكن تلك الأرض العظيمة التي أنجبت قحطان وفيصل عبداللطيف وياسين سعيد نعمان وأحمد المجيدي ومحمود الصبيحي وعبد صالح يوسف وطه علوان وغيرهم خرج أبطالها وقالو باقي الآلاف محمود الصبيحي. صحيح أن الرجل بهامته وشعبيته لايعوض. لكن الرجال الأشاوس ملاو الفراق. جا التركي ومحمود صائل وعمر سعيدوعبدربه المحولي وعبدالغني محي الدين وحمدي شكري يدافعون عن الأرض والعرض والكرامة ببسالة. حتى التحمو بعدن ولحج وإلى باب المندب والقرون الخمسة على مشارف باب المندب حيث استشهد القائد المقدام عمر سعيد. ولأن بلاد الصبيحة كما قلت وكررت مصنع القادة التاريخيين الذين حكموا الجنوب بعد استقلالة لأن معظم المناضلين آنذاك اميين باستثناء قحطان وفيصل وعلي ناصر ومطيع. فإن التاريخ يعيد نفسة. فهاهو أحمد تركي يأتي من ميدان الشرف والبطولة وبحكمةالقيادة أو من قبيل الصدف والقدر إلى كرسي محافظ لحج. وفي زمن قياسي قصير انتشل لحج من تحت ركام الحرب أو الحروب القاعدة والحوثيين ..عمل الرجل بدمة ولحمة ليل نهار وسكب الدم الغالي في حادثة الطائرة الحوثية المسيرة بمنصة قاعدة العند التي مضى على واقعتها المشؤومه إلى أمس الأول العاشر من يناير عامين ومازال المحافظ التركي يعاني جروحة البالغة ويده شبه معاقة. لكن استغرب من شجاعة هذا الرجل التقيته صباح اليوم ذاته مبتسم وبعد الاصابه ذهبنا إليه والعميد خضر مزمبر إلى مستشفى ابن خلدون ووجدناه مضرجأ بدمة من راسة حتى قدميه يده شبه مفصولة وبطنه اخترقتها الشظايا وجالس ينزف ويقول بسيطة مافيش شر ان شاءالله. نقل إلى مشفى عدن الألماني وعاودنا انا ومزمبر وآخرين زيارته قبل وبعد دخولة غرفة العمليات الجراحية واستقبلنا بنفس الحالة وجسدة ممزقة والموت يقترب منه لكن الأعمار بيد الله 

نترك كل تلك المواقف المؤسفة ونعود إلى التركي المحافظ الوحيد الذي اعتبره شخصيأ ومعي أبناء لحج والجنوب والقوى السياسية الوطنية وتحديدا المنصفين انه المحافظ الأفضل في الجنوب دون منافس اقول دون منافس لاخلاصة واخلاقة وتواضعة وقدراته القيادية التي برزت. بقوة على المشهد العام. كل هذه التفاصيل التي اجتزيناها من سلسلة نضال وعطاء الرجل لم تشفع له أمام صخرة من المتعصبين الذين يقفون أمام استكمال خطوات عملة لخدمة مواطني لحج وللأسف نقولها بوضوح من بعض حاملي موجه التخبط في الانتقالي الذين نسيوا مشروع الجنوب ويتمترسون لمحاربة المحافظ أحمد تركي.يقفون ضد مصالح المواطنين وعجلة التغيير. لكن الرجل بمرونته رفض الفتنه التي يسعون لاشعالها وتمضي قراراته بقوة 
بالأمس أنزل الحوثيين قائمة اسماء المحكوم عليهم بالإعدام وجدت اسم محافظ لحج أحمد عبدالله علي تركي من العاشرة الاوئل. تفحصت في الأسماء 75اسم لم أجد أيا من محافظي المحافظات الجنوبية حكمت عليه محكمة مليشيات الحوثي لا بالإعدام ولا متهم. كنت أتوقع أجد اسم أبوبكر حسين باعتبارة محافظ وقائد محور وقائد لواء أو فرج البحسني محافظ وقائد منطقة او أحمد لملس محافظ أهم محافظة أو سلفة أحمد سالمين أو محمد صالح بن عديو أو محمد علي ياسر. لم يكن أيا منهم هؤلا أبرياء والتركي ومحمود الصبيحي هم الخونه فقط .والكارثة أن تركي في نظر المختلفين معه خائن. أظن أن الشعب هو الذي يقرر منهم الخونه. والجبناء بقي لي سؤال. لماذا محافظ لحج أحمد تركي يعترض انتقالي لحج على أي قرار تكليف لشخص يصدره في إطار سلطاته. لماذا لم يعترض على انتقالي أبين على قرار واحد للحافظ أبوبكر حسين وبالمثل عدن وشبوة وحضرموت وحتى المهرة ولا الوطنية وحب الجنوب توقفت في رأس رمزي الشعيبي. صلو على النبي ياهؤلاء ماذا بقيتم لبقية المزايدين وحاملي شعارات الجنوب وأي جنوب تبحثون عنه وانتم بهذه العقليات الانتقامية المتطرفة. بالأمس شحنتم الناس أن المحافظ الأسبق المناضل أحمد عبدالله المجيدي خائن واتهم بأنه خان رفيقة محمود الصبيحي وكنت وصلت إلى تصديق هذه الفتن القذره لولا نفي نجلية الفقيد عبدالولي وعبدالله محمود. علينا أن نتحرر من مرض الطعن في وطنية الشرفاء ونكبر عن توجيه مثل هذه التهم لمجرد الخلافات والمصالح الصغيرة. مدو أيديكم للتسامح والإخاء والتعايش والشراكة ووقف التحريض والشحن والتعبئة على الكراهية والتفرقة فقد حان الوقت أن تتنازلون للشعب لكي يعيش بأمان واطمئنان بعيدأ عن العناوين الزائفة ودون ذلك مصيرنا مجهول وإلى المقابر والله الموفق

(رئيس تحرير صحيفة الجيش)