صميل امريكا

2021/02/08 الساعة 10:39 مساءً

التوجه الجديد للإدارة الامريكية بقيادة الرئيس بايدن في اليمن يلقى اهتماماً وترحيباً كبيراً على الصعيد الشعبي فالشعب هو صاحب المصلحة العليا في وضع نهاية للحرب وإحلال السلام.

أما أطراف الصراع وأن أبدت ترحيبها فإن ذلك ياتي خوفاً من صميل أمريكا وليس رغبة وتوجهاً منها لإنهاء الحرب، هذا في تصوري ما حدث وسيحدث فقد مرت ست سنوات من الحرب ودخلت في عامها السابع وأطراف الصراع لا تلقي بالاً لمعاناة اليمنيين ولا للوضع الإنساني المزري الذي صنعته الحرب، ولا لحالة التفكك والتمزق الذي تصير إليه البلد فقد أوجدت الحرب اقتصادها الخاص الذي تتربح منه الأطراف المحلية وأما الأطراف الإقليمية فإنها تمضي باتجاه تحقيق أهدافها في التهام البلد بتوزيع مناطق النفوذ فيما بينها على حساب سيادة اليمن ومعاناة شعبه. 

صميل أمريكا وحده القادر على إعادة هذه الأطراف مجتمعة محلية وإقليمية إلى جادة الصواب والمنطق وقد رأينا كيف استقبلت الدول المشاركة في الحرب توجيهات الرئيس بايدن بوقف الدعم وبيع الأسلحة لقد قالت إحدى الدول أنه لا علاقة لها بالحرب وأنها انسحبت من اليمن قبل عام، هكذا وبدون أية مقدمات تنصلت الدولة الصغيرة عن مسؤوليتها رغم أن الكثير يعرف بما فيهم أمريكا أنها ما تزال موجودة أما بصورة مباشرة أو عبر أذرعها العسكرية والأمنية والسياسية ناهيك عن تواجدها في الموانئ والجزر بهدف بناء القواعد وتقويض الدولة اليمنية. 

أما الجار الكبير فقد أبدى استعداده وتسليمه بالواقع الجديد في التعاون مع الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب في اليمن وإنهاء جميع الصراعات في المنطقة، والعمل على إحلال السلام، فالعبث الذي تقوم به هذه الدول في المنطقة بحجة محاربة المد الفارسي ينبغي أن ينتهي وهو يحتاج موقفاً شديداً وحازماً من أمريكا لا تراجع عنه أما إيران فإن أمريكا لديها أوراق كثيرة لتركيعها وتقليم أظافرها في المنطقة وإعادتها إلى حجمها الطبيعي وإخضاعها وإخضاع أذرعها المسلحة للإرادة الدولية الجديدة الهادفة إلى إحلال السلام في اليمن والمنطقة. 

بعد التوجه الأمريكي الجديد تجاه اليمن يمكن أن نقرأ كثيراً من المؤشرات، أبرزها حدوث كثير من التغييرات في الأدوات السياسية لدى جميع الاطراف، وفي المقدمة السلطة الشرعية التي ستخضع لكثير من التغيير والغربلة في داخلها بما يتواكب مع التوجهات الأمريكية الجديدة، بالإضافة لجماعة الحوثي فقد يتم ممارسة الضغط عليها للتحول إلى حزب سياسي وإحداث تغيير في داخلها، فأمريكا ترى أن الأدوات التي تورطت في الحرب لا يمكن أن تنتج السلام، لذا ترى أن التغيير مطلوب في القمة والقاع لخلق مناخات جديدة تساعد على نجاح التوجهات الأمريكية الجديدة بوقف الحرب وإحلال السلام. 

أما إلغاء تصنيف الحوثين كجماعة إرهابية من قبل إدارة بايدن فإن ذلك ياتي من منطلق رؤية الإدارة الأمريكية أن استمرار التصنيف قد يعيقها في إنجاز الحل للأزمة اليمنية، وهذا قد يكون مقبولاً من الناحية السياسية. 

بدون صميل أمريكا الغليظة لا يمكن أن يتحقق السلام في اليمن خصوصاً وأن جميع الأطراف المحلية والإقليمية ثبت أنها مستفيدة من الحرب بصورة أو بأخرى، لذا فإن التلويح بالصميل مهم جداً ليس في وقف الحرب فحسب، بل في إرغام بعض الدول على احترام السيادة اليمنية ومغادرة اليمن والعمل على دعم يمن جديد اتحادي قوي ومستقل.



* المقال خاص بـ"المصدر أونلاين"