عن الثوراتِ .. قالوا وقلتُ :

2021/02/13 الساعة 12:45 مساءً


ثورة 11 فبراير .. ثورة الشباب اليمنية ، بدأت من جامعة صنعاء ، اكتست بداياتها الطابع الثوري الشعبي الخالص ، لتقوم ألاعيب الساسة داخليا وخارجيا ، بتغيير كسائها لترتدي فرو السياسة ، باكمام المبادرة ، وزخرفة الحوار والإجماع ، وأزرار الحصانة . ليصل الحال إلى ما هو عليه اليوم . هنا جمعت بعضا من أقوال شخصيات عن الثورات ، وأردفتها بتعليق مني ، بلسان مرارة الحال ، وهشاشة الحل ، وضبابية المحل .
- قال عبدالوهاب البياتي : " ثورات الفقراء يسرقها في كل الأزمان لصوص الثورات " .
- قلت : لقد اختلط الأمر علينا ، ما عاد درينا ، هم لصوص الثورات أم هم من الأساس صُناعُها ، والثوار بيادق فيها ؟ . 
- قال هاشم صالح : " الثورات تكون عادة بمثابة قطيعة مع الماضي لا عودة إليه " .
- قلت : نحن في اليمن قام شارع ال 60 بثورة على ميدان ال 70 ، وبعدها تقسم أهل السبعين كالتالي : 30 تشرعن ، و30 تحوث ، و10 تنقل . وذاب كل الشارع في الميدان ، وعاد الماضي كما كان . وما تقطع إلا لحم الشباب في جمعة الكرامة .
- قال هينريش هاينه : " سواء نجحت أم فشلت الثورة فإن الناس ذوي القلوب الكبيرة سوف يضحون دائما من أجلها " .
قلت : للأسف عندنا لا نجدهم . الذين عندنا هم ذوو الكروش الكبيرة والجيوب الكثيرة .. وهؤلاء سوف يضحون بكل غال من الشعب ، وكل نفيس في الوطن ، كي يزدادوا وحدهم تخمة ونعمة .. 
- قال : جورج بوشنر : " من يقومون بثورة إلى منتصفها فقط ، إنما يحفرون قبورهم بأيديهم " .
- قلت : ومن يقومون بها إلى ربعها إنما يحفرون قبور شعوبهم ، ويدفنون آصالة تاريخهم ، وينحرون أوطانهم . سامحهم الله ! لا هم كملوها صح ، ولا هم تركوا الأمر على حاله ، وصانوا الروح والصرح .
- قال نابليون بونابرت : " في الثورة هناك نوعان من الناس ، من يقومون بها ، ومن يستفيدون منها " .
- قلت : وهذا هو حال أبناء عدن الثوار . وأمهات وأبناء الشهداء ، وما آل إليه حال الشعب في ظل قهر وفقر . ناس تبحث في القمامة عن لقمة ، وقادة تأكل حتى التخمة . أسر تبحث عن مأوى ، وغيرهم يشترون الشقق والقصور بالملايين ، ثوار بلا توظيف ولا رواتب ، بينما حاز أبناء القادة أرقى الوظائف وأعلى الرتب .
- قال محمد حسنين هيكل : " إن الثورة ليست انفعالاً عاطفيا ً، ولا تصفيقاً يمزق الأكف ، ولا هتافاً يجرح الحناجر " .
- قلت : ونحن هتفنا ارحل ارحل ، ثم عطفنا الخيام نحو الرياض ، خلف مبادرة البعيط . وهم صفقوا ثورة ثورة يا جنوب ، ويم أبوظبي شدوا الرحال ، ومزق الكاتم الجماجم . وأعلنت الشرعية قادمون ياصنعاء ، ولليوم ينتظرون النقل الجماعي يوصلهم ، وفي صالة الانتظار جرحت الكرامة وانتحرت النخوة .
- قال هيوي نيوتن " يمكنك سجن الثائر ، ولكن لا يمكنك سجن الثورة " .
- قلت : عندنا تم سجن الثورة في مبادرة مفخخة ، وفنادق فخمة ، وتحالف تدمير لا تعمير . أما الثائر المخلص فله الله .
- قال أحمد مطر : " إذا كان الثوريّ نظيفاً… فلماذا تتسخ الثورة ؟!! " .
- قلت : سؤال وعندي جوابه .. الثوار نظيفون ، بذلوا الروح والجهد من أجل أهدافهم ، ومن وسخ الثورة الزكية هم المداهنون ، المرجفون ، الممترون ، المتساقطون في وحل السياسة ، وفقاعة الموازنات وقذارة المصالح ووهن القادة .
أبو الحسنين محسن معيض