هل استفتى مكون الإنتقالي اتباعه في مسألة تسليم الموانىء والمطارات والممرات المائية والجزر والمؤسسات إلى مرتزقة فاغنر الروسية ؟؟
هل استفتى مكون الإنتقالي اتباعه بالتوقيع للدب الروسي على بياض فيما يخص تسليم الروس منابع النفط والغاز والموارد الطبيعية الأخرى في الجنوب ؟؟
هل استفتى الإنتقالي اتباعه في موافقته على فتح الأراضي الجنوبية على مصراعيها أمام الروس لإقامة القواعد العسكرية فيها دون قيد أو شرط ؟؟
كل تلك التنازالات قدمها رئيس الانتقالي للروس في آخر لقاء تم معهم ، وشهر مارس الحالي 2021م هو موعد استكمال شروط البيعة والمطلوب فيه تحسين وضع الانتقالي على الأرض وهو الشرط الذي وضعه الروس على الإنتقالي لقبول الحوار معه !!
وأعتقد أن تفجيرات عدن الأخيرة التي استهدفت بعض قيادات الإسناد ماهي إلا تمهيد لمحاولة انتقالية جديدة بعد فشل محاولات النفير ، والإدارة الذاتية ، وحكومة المحاصصة السياسية في تحسين موقفهم ليكونوا مقبولين للروس ومؤهلين لتنفيذ قائمة التنازلات مقابل الإعتراف بهم كحكام لما تبقى من أطلال الجنوب !!
على القوى الوطنية الجنوبية أن تفوق من سلبيتها وتجمع شتاتها وتوحد موقفها أمام سقوط مكون الإنتقالي واندفاعه الجنوني باتجاه السلطة والذي يسلم معه سيادة الوطن وكرامته وموارده إلى دولة أخرى مقابل أن يفوز باختطاف الجنوب مرة أخرى في تاريخه ويكرر تجربة سلفه الحزب الاشتراكي اليمني الذي أثبتت خطوات الإنتقالي الأخيرة والمسربة من دهاليز القرار الروسي بأنه أكثر وطنية واستقلالية إذا ما قورن بخلفه الانتقالي !!!
أما فيما يخص الموقف الروسي من كل ذلك العبث فإننا نعتقد أن الروس مازالوا يتذكرون تجربتهم الفاشلة مع (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) وبالتالي فأنه من الغباء السياسي تكرار نفس التجربة وبنفس الأدوات لأنه لا الزمان ولا المكان يسمحان بذلك فالوعي الشعبي في الجنوب اليوم ليس هو ذاته الوعي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ، كما ان القوى السياسية والوطنية الجنوبية مازالت تعيش حركة صراع مع الإنتقالي المدعوم إماراتيا واي تعاطي أُحادي معه يعني إشعال فتيل الصراع في هذه المنطقة مرة أخرى .
عبدالكريم سالم السعدي