غمدان أبو أصبع
من يمر من أمام وزارة الداخلية يدرك حجم الظلم الذي يمارسه معين عبدالملك بحق الجنود القدامى ومثلهم المدرسين والصحفيين فما أنجزه بن دغر لخدمة الموظف النازح هدمه معين عبدالملك وربط اطلاق الراتب بمزاجه الشخصي .
لم أقل ذلك الحديث من باب التشفي وإنما من خلال ما لمسته في زيارة للشؤون المالية بوزارة الداخلية المعنية بصرف رواتب الجنود القدامى ليقول لنا مدير عام الشؤون المالية أن الراتب لا يمكن إطلاقه إلا بتوجيه من رئيس الوزراء شخصيا .
دفعني فضول الصحفي لمعرفة السبب الذي يجعل راتب جندي او ضابط مرتبط بتوجيه رئيس الوزراء لا بتوجيهات وزير الداخلية الذي نحمل توجيه بإطلاقه من الوزير السابق منذ عام ونصف.
قال لي بكل بساطة حتى نحن ضباط الداخلية لا نعرف ولكن هذا القانون طبقة معين على كل الوزارات.
شعرت في الوهلة الاولى أن الضابط يسعى لخلق مبرر حتى لا نحتج على عدم صرف راتب جندي يعمل في وزارة الداخلية منذ عشرين عام .
ولكني تفاجات وانا اسمع نفس المشكلة من موظفي التربية والاعلام وكل مؤسسات الدولة الاخرى .
لتقول لي زميلة احمل توجيه من نائب رئيس الجمهورية الى وزير الاعلام معمر الارياني بضمي للعمل بالوزارة وصرف راتبي كوني موظفه بوزارة الإعلام وعند وصولي الى وزير الاعلام ابلغني الوزير انه لا يمكن إطلاق راتبي لا بتوجيه من رئيس الوزراء شخصيا..
لتقولي لي ايضا مر عام ونصف وانا ابحث عن من يدخلني على رئيس الوزراء ولم أجد فهل بامكانك تساعدني .
للاسف فقد كانت تتخيل المسكينة اني مقرب من معين وان بمقدوري إيصال رسالتها حتى وانا اخبرها أن لا علاقة لي برئيس الوزراء لم تصدق وسعت لتغريني بمنحي ثلاثة مرتبات إذا ساعدتها .
احزنني عدم قدرتي على مساعدتها خاصة انها اعتبرت اعتذاري تهرب لا عجز حقيقي وانا الذي أقف مع ابن اخي ثلاثة أعوام من المتابعة لإطلاق راتبه من وزارة الداخلية ولم أتمكن بسبب ربط معين مصير راتبه مرهون بالبحث عن وسيط مقرب من معين وان توفر فلن يكون إلا حكرا على النافذين والمقربين بينما البسطاء لهم ولأسرهم الفقر والجوع .
لا أخفي أن شعوري بالعجز امام زميله لم اعرفها من قبل اختارتني لإنهاء معاناتهم هو من دفعني لكتابة هذا المقال لعلها تعذرني وتدرك أن معين شخصية خفية لا نجدها لا في العالم الافتراضي .
السؤال الاهم هل يدرك معين عبدالملك أن الوصول إليه يعد أصعب من الوصول للرئيس هادي والنائب ولرئيس الانتقالي نفسه .
اذا كان يعد الوصول الى معين صعب على الشخصيات القريبة من صنع القرار فكيف يمكن ان يصل موظف او جندي إليه لانتزاع توجيه خطي بإطلاق رواتبهم .
كم هو محزن وانت تسمع شي غير معقول رئيس حكومة يعمل على اعاقة صرف رواتب الجنود والمدرسين وغيرهم من أبناء المؤسسات الحكومية انها ثقافة لم يسبق لأي مستبد ممارستها في تاريخ البشرية.
أن يقدم رئيس حكومة على ربط مستحقات موظفي القطاع الحكومي بتوجيه شخصي وهو بهذا العمل يسعى لفرض سياسة التجويع والاذلال دون الاهتمام بمعاناة اسر هؤلاء الموظفين الباحثين عن حقوقهم المكفولة بكل قوانين البشرية