خرجت الجماهير بمدينة عدن وهي تحمل هموم ومآسي واقع مرير تعيشه لتشق طريقها متوجهة إلى المعاشيق بصفته رمز السلطة.
تعامل معها الجنود بمسؤولية دون التعرض لهم أو محاولة منعهم رغم إنهم متجهون إلى قصر الحكم.
كان المتربصون ينتظرون إطلاق النار عليهم أو محاولة استخدام القوة ليقال تعرض أبناء عدن لقمع مسلح وكان البعض يتمنى سقوط قتلى لتصبح مواداً دسمة تسوّق.
بينما نظر البعض الآخر لدخول الجماهير إلى منطقة حقت والتجمهر أمام مبنى رئاسة الوزراء المملوك لنادي التلال هو نقصاً في الحكومة وتحقيراً لمكانتها وعدم قدرتها على إظهار نفسها بمظهر القوي القادر على مواجهة المتظاهرين من خلال استخدام فرق مكافحة الشغب.
بينما في الواقع عملت الحكومة بدبلوماسية وحكمة فاقت تصورات من ظل يروج لضرورة اقتحام المعاشيق، وصلت الجماهير الغاضبة وعبرت البوابة دون أي اعتراض أو إشهار سلاح لترهيبها.
لم يجد الجماهير جندي السلطة أمامهم كما هو معتاد في الماضي لتنتهي مسيرتهم برفع شعارات جميعها مطالب قانونية ومبررة، مطالبين رئيس الحكومة والتحالف الالتفات إلى معاناتهم وحل مشكلة رواتبهم.
نجحت الحكومة بتفادي أي صدام مع المتظاهرين ونجح الجماهير في إيصال رسالتهم.
فشل المغرضون وأصحاب المشاريع الهادفة إلى تأجيج الصراع في ظل تغليب الحكمة اليمانية التي خلطت كل التكهنات وأفشلت كل المساعي وأربكت الخطط التي وضعت لما قد ينتج عنها.
لتعود الجماهير إلى مساكنها بعد إيصال رسالتها وهي تشعر بالارتياح لدخولها المكان الحصين والمحمي بقوات الحماية الرئاسية والتحالف، تجنبوا الصدام وفتحوا لهم الطريق لمواصلة مسيرتهم إلى أمام مجلس الوزراء.
لتعود دون خسائر مادية وبشرية بينما عاد أصحاب المشاريع المغرضة وهم يجرون الخيبة نتيجة فشل خططهم في إيجاد مبرر لإدانة الحكومة واتهامها بقمع المتظاهرين.