في القدسِ الفلسطينيةِ المحتلةِ ، زارَ السفيرُ الإماراتيُ لدى عاصمةِ الكيان الصهيوني ، الزعيمَ الروحيَ لحركة شاس المتطرفة ، الحاخامَ شالوم كوهين . ومخاطبا إياه بلفظ (سيدي) ، قال : "إن شاءَ اللهُ ترجعون بقوةٍ ونحن نمنحكم القوةَ بالمنطقة كلها " . وعَبَّرَ عن صدمته حين رأى مسجدا في عاصمة الكيان ، مهاجما قناة الجزيرةِ التي تُؤَججُ الجنونَ . وبكل خشوع طلبَ السفيرُ المسلمُ مباركةَ الحاخام الأعظم ، موجها دعوة حكومته ل(حكمته) بزيارة دولته .
إلى أين تسيرُ سلطةُ أبوظبي بشعبها ، وتاريخِ مؤسسِها الأصيل في إنتمائه العربي والإسلامي ؟ . (سيدي) .. لفظٌ لم يحظَ به منهم علماءُ ومشايخُ من هذه الأمةِ ، بل يصفونهم بأقذع لفظٍ وأقبح نعتٍ . وكم هو مقزز ذلك النفاق المخزي الذي أظهره السفيرُ بقوله أنَّ رؤيةَ مسجدٍ في تل أبيب أمرٌ صادم له . يا هذا فلتعلم أنَّها ( يافا )فلسطينية مسلمة ، تاريخها مسطر منذ القِدَم ، قبل تأسيسِ الامارات وكيان بني صهيون بقرون . وبما أنَّ شاس حركةٌ دينية وسياسية . فحتما لهذه الزيارةِ دلالات ورسائل ، وخاصةً وهي تأتي بعد اعتداء إسرائيل على الأقصى والشيخ جراح ، وقصف غزة وقتل أطفالها بكل وحشية وإجرام .
أرادت أبوظبي إيصالَ رسائلَ مهمةٍ للكيان الصهيوني وللأمة الإسلاميةِ والعربية . سياسيا أرادت القولَ لإسرائيلَ نحن معكم ، مستمرون في التطبيع والتعاون اقتصاديا واستخباراتيا بكل قوة ، وبما يحقق مخططكم وأهدافنا معا . لقد تجاوزنا مرحلةَ التطبيع ، نحن اليوم بيت واحد ، لا يهمنا ما يحدث للفلسطينيين من دمارٍ وقتل ، ولن يوقفنا حجمُ ما تقومون به من وحشية ضدهم . ولو قال العالَمُ ومنظماتُ حقوقِ الإنسانِ أنَّكم مجرمو حربٍ وطالبوا بالتحقيق في أفعالكم المشينة ، فنحن كعربٍ مسلمين نراكم لطيفين مسالمين ، ونباركُ كلَ عمليةِ قتلٍ تطالُ المقاومة الإسلامية ، ونؤيد كلَ خطوةٍ تستأصل جماعاتهم المجاهدة من مشهد الحياة كليا . وعقائديا أرادت القولَ بأنَّنا نحترمُ فكرَكم ومعتقدكم أكثر من تعاليم ديننا ، ونطلبُ بركتَكم ، لا مباركة شيوخه . ولذا سنبذل الجهدَ والمال لتسهيل انتشاركم في المنطقة ، ورعاية مريديكم وتابعيكم ، وتدشين معابدكم ومحاضن فكركم ، وتجهيزها بكل متطلبات الدعم والحماية . فسيروا !! وينابيع أبوظبي الخير ترعاكم .. فقط لا تحرمونا فيضَ بركاتِكم وطِيبَ دعائِكم .
أبو الحسنين محسن معيض
