أنور الصوفي
عندما تم الاعتداء على أحد رجال الصبيحة ثارت تائرتهم، وتحركت كل القوى الأمنية في عدن ولحج للاعتذار لهم، ورأينا كيف كان الاعتذار، فعذرًا أخي القائد الفذ فيصل رجب فلسنا قبائل الصبيحة لنغضب لاقتحام منزلكم، ولا توجد لدينا القوة لنطالب بالتحكيم في هذا العمل الجبان، وسنكتفي بالقول الدور القادم على من من أبناء أبين؟
عذرًا أيها القائد الأسير، فلقد ضعفنا بما فيه الكفاية، ولا نستطيع حتى الغضب لحرمة المنازل، عذرًا مني شخصيًا فلا أستطيع أنا ولا أحد من أبناء أبين حتى زيارة منزلكم وعمل وقفة أمامه، فلقد جبنا بما فيه الكفاية، نعم نحن أبناء أبين، ولكن صلابتنا وشجاعتنا قد توارت بعد دخولكم الأسر، ألا تعلم اننا لا نستطيع أن نشحب وندين أي عمل استفزازي ضدكم أو ضدنا؟ لا تستغرب ذلك أخي القائد، فربما مازلت تحتفظ بشجاعتك المعهودة أما نحن فشعارنا: السلامة في الصمت، ألا تعلم أن محافظتك مقسمة بين أهلها، وأنهم يتقاتلون على ترابها؟ ألا تعلم أن رموزنا خارج أبين، ولا يستطيعون دخول زنجبار ناهيك عن عدن؟ ألا تعلم أننا لن نغضب للهجوم على منزلكم، وستمر هذه الحملة كسابقاتها؟
عذرًا أخي القائد فهذا حالنا، وهذا ضعفنا الذي وصلنا إليه نرفعه إليك في أسرك، فأخبر الصبيحي أن قومه مازالوا أقوياء، ولديهم المنعة، وقل لصاحبك في السجن البطل ناصر منصور أن كرامتنا قد مرمطوا بها الأرض، وقل له أن منزلكم أنتم قد تم اقتحامه، وأننا لم نعمل لكم حتى وقفة احتجاج، أبلغه ضعفنا، وهواننا على الناس، قل لصاحبيك في السجن، إننا بانتظار خروجكم لعلنا نستعيد شيئًا من كرامتنا وعزتنا.
معذرة أخي القائد فلم أستطع السكوت، وأقصى ما عملته أنني نقلت معاناتنا لتضيفها لمعاناتك في السجن، فأنت تستطيع أن تتحمل أي شيء، أما نحن فقد ضعفنا بما فيه الكفاية، وجبنا بما فيه الكفاية، وتبهذلنا بما فيه الكفاية.