:
تمت مساءَ الخميس صفقةُ تبادلِ اسرى بين القطاع الثامن بالحزام الأمني واللواء الثالث دعم وإسناد ، وهما قوتان تتبعُ المجلسَ الانتقاليَ ، وبوساطةٍ من قيادة لواء العاصفة . حدث هذا بعد مواجهةٍ عنيفةٍ بينهما الأربعاء بمديرية الشيخ عثمان في محافظةِ عدنَ ، حين سعت قوةٌ لتحرير أسراها لدى القوةِ الأخرى .
عجبا عجبا ، لقد جئتم بما لم يأتِ به أحدٌ قبلكم . صفقة تبادل أسرى بين قوات مكون سياسي واحدٍ ، قيادته موحدة ، وهدفه المعلن متوافق حوله ، ومرجعيته متفق عليها بينهم . كيف نحلل تلك الطآمةَ ، وبم نغطي تلك السوءةَ ؟ . تخيل معي حجمَ سخريتنا إن قيلَ " تم تبادلُ أسرى بين فصائل من قوات حفتر " ، هل سيثق مناصروه بعدها بأنَّهم حقا جيشُ تحريرٍ للبلاد ؟ . وحجمَ الصدمةِ لو تم تبادلُ أسرى بين قوةٍ تتبع محمد الضيف وأخرى تتبع مروان عيسى ، وهما قائدان بكتائب القسام في حركة حماس . هل سيتجدد اليقينُ لدينا أنَّ هؤلاء هم أملُ الأمةِ في تحرير الأقصى وفلسطين ؟. أي جنونٍ هذا الذي يمارسه الانتقاليُ ، وأي عبثٍ هو ما يقوم به ؟. أم أنَّه أمرٌ يُرادُ له أن يكونَ هكذا ، وفقا لسيناريو المُخَطِط وتوجيهات المُخرِج ؟. نتفهمُ أن يحدثَ تنازعٌ أو اشتباكٌ في المكون الواحد ، لأسبابٍ سياسيةٍ أو مطامعَ قياديةٍ أو جيوبِ تنافسٍ مناطقية وولاءاتٍ فكرية -وقد شَهِدَ جنوبُنا الكثيرَ من ذلك - مما يدلُ على صدعٍ في البناء التنظيمي وفجوةٍ في الصف القيادي . ولكن أن يكونَ سبب القتال بينهم هو تحرير أسرى ، وبوساطة قوة ثالثة من المكون نفسه .. وهو ما تم بعد مواجهة عنيفة ، روعت الوطن وقهرت المواطن ، فهذه هي القاصمة للظهر والقاطعة لنياط القلب . هذا دليلٌ على مستقبلٍ مظلمٍ مؤلم يكتنفه شرٌ مترادف ، من سيل الدم وفيضان القهر ، وزوابع الشقاء وعواصف الحزن ، التي ستعصف بالجنوب في ظل هكذا عقليات وممارسات وأهداف . كيف نتفهمُ تنازعَ قواتِ مكونٍ واحدٍ فيما بينها لحدود مديرياتِ محافظةٍ يديرها وحده . هذا حدثَ في محافظة عدن الصغيرة ، حيث بدأتم تقاسمَ الأرضِ وتنازعَ السلطةِ . فكيف ستقنعون مناصريكم بقدرتكم على حفظ جغرافية الجنوب موحدةً وأمنه مستقرا .. إن نلتم الانفصالَ حقا ؟. لقد بذل مخلصو الحراك الجنوبي تضحياتٍ ساميةٍ في سبيل قضيةٍ عادلةٍ ، فبأي منطقٍ وطني ينحرُ شياطينُكُم عنقَ نضالِهِم الجميل ؟.. أجبني أيها الإنتقاليُ البديلُ .
أبو الحسنين محسن معيض