..
علي ناصر محمد
بعد رحلة طويلة من الكفاح والعمل السياسي والإنساني والاجتماعي والثقافي سخرها في خدمة الشعب اليمني والإنسانية، انتقل الى الرفيق الأعلى مساء أمس الصديق العزيز الدكتور السفير أحمد الصياد الشخصية الوطنية والسياسية والدبلوماسية المرموقة، ففقد الوطن أحد أبنائه المخلصين، وفقدت صديقاً عزيزاً أشعرني موته بالحزن العميق ..
تبوأ الفقيد مناصب عدة في منظمة اليونسكو، وبفضله أصبحت شبام وسقطرى وزبيد وصنعاء القديمة وغيرها على قائمة التراث العالمي..
هو حقاً من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وعاهدوا وطنهم وأنفسهم على الوفاء به.
وللفقيد تاريخ حافل من النضال والتحصيل العلمي، والدفاع عن الثورة، والعمل السياسي والدبلوماسي.. درس في كلية الشرطة بصنعاء وانخرط في المقاومة الشعبية في الدفاع عن صنعاء مع رفاقه جار الله عمر ومحمد عبد السلام منصور وعمر الجاوي وغيرهم الكثير أثناء حصار السبعين يوماً.
أصبح سفيراً لليمن لدى منظمة اليونسكو، فكان خير ممثل لبلاده في المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، والتحق بالمنظمة حتى أصبح نائب مدير عام المنظمة.
رغم غربته التي كانت قسرية فقد كان وفياً لوطنه كما كان وفياً لرفاقه سواء في حركة القوميين العرب أو في الحزب الديمقراطي أو في علاقاته مع الحركة الوطنية والعربية..
برز الفقيد الوطني الكبير كروائي وكاتب ومتحدث في وسائل الإعلام.
كان موقفه المعارض للحرب على اليمن قوياً وشريفاً وكان مع وضع نهاية سريعة لها لأنه كان يدرك أخطارها على اليمن، ولم يثنه موقعه كسفير لليمن في اليونسكو عن التعبير الصريح بانحيازه للوطن ومصالحه العليا وسيادته واستقلاله، ووقع معنا أكثر من بيان يدعو لوقف الحرب وتحقيق السلام، فدفع ثمن موقفه الوطني هذا.
عرفت الفقيد أحمد الصياد في صنعاء وباريس ودمشق وبيروت والقاهرة، وفي باريس كان بوابتي للقاء مع المسؤولين في اليونسكو وكانت لا تكتمل زيارتي لفرنسا إلا بزيارته وزيارة اليونسكو..
وكنا على تواصل دائم معه أثناء مرضه في الفترة الأخيرة.. وبوفاته خسر الوطن أحد أبنائه الوطنيين والمفكرين والمثقفين الذي أفنى حياته في خدمة الوطن والمواطن، كما خسرته منظمة اليونسكو وخسرتُ صديقاً من أوفى الأصدقاء أعتز به وبعلاقاتي التاريخية معه.
رحم الله فقيد اليمن الكبير وخالص العزاء لأسرته ولرفاقه ولمحبيه وهم كثر..
إنا لله وإنا إليه راجعون.