حسنا احتفل الجمهوريون بسبتمبر، وبدا المشهد كما لو أنه استفتاء شعبي، لكن ماذا بعد الاحتفاء، وأين الدرس من سبتمبر؟ ألا يزال هذا الذي ثرنا في وجهه ماكث أمامنا، ها هو الآن يقصف أحياءنا ويختطف شبابنا ويمارس الجور والظلم ذاته..
7سنوات ونحن نحتفل على وقع تمدد الطغيان واتساع دائرة المستنقع السلالي الرجعي ومن ثم نعود إلى قواعدنا وكأننا قد أدينا الدور، أو كأن الاحتفاء غاية المراد، ومبلغ المنتهى..باستثناء الأبطال الميامين في جبهات العز والشرف ومن ساندهم من الأحرار..
إن كان هذا اليوم يذكرنا بأعظم خساراتنا وأخطر الالتفافات على المشروع الجمهوري وأبشع صور التفريط، فلم لا يتحرك الجميع في إنجاز المهمة، وإن كان يذكرنا بقسوة الطغاة وسوء أفعالهم، فلم لا نعمل جميعا على طي صفحتهم السوداء.
إن أبلغ الدروس التي خلفها سبتمبر تكمن في بذل الجهد، وأن تكون هممنا بهمة 60 فردا قرروا ليلة ال26 من سبتمبر تحقيق المستحيل، وصناعة معجزة المعجزات، والتخلص من حكم استبدادي يتربع على بيئة مغلفة بالجهل ترى في الطاغية ملاذا وبين يديه القدر..
بالأمس كانت ليلة مشتعلة ومع شروق شمس خير يوم طلعت عليه في الوجدان اليمني، كان الثوار في انقطاع بين القول والفعل، بين التمني والإنجاز، بين الحقيقة والخيال.. باستثناء نفر قليل من المخلصين الطامحين الذين يقارعون ليل الإمامة.
يا لبعد المسافة بين الوهم والحقيقة، بين من يقول ومن يفعل، بين من يلعن الظلم وبين من يقارعه، بين من يوقد الشعلة في قلبه ومن يشعلها في صفحته، بين من يجعل من سبتمبر محطة نحو التقدم والإنجاز، وبين من يجعل منه مجرد إطار لصورته الشخصية..
المعركة الوطنية تتمثل في استعادة الدولة والشرعية دون التفريط في موقف أو موقع أو مهمة..
معركة في الميدان العسكري والسياسي والاقتصادي والفكري، معركة الجندي والرئيس والوزير والبرلماني والدبلوماسي، معركة كل حر شريف في هذا الوطن.
يحيى.