*منصور بلعيدي*
الانحراف الكبير في مسار عاصفة الحزم لتتحول الى عاصفة الهدم في اليمن قاد الى تذمر الكثير من الاوساط
السياسية والحزبية والاعلامية والشعبية وتململ المجتمع ولكن باصوات خافتة ومتفرقة هنا هناك وبشي من التوجس والحذر لعل وعسى ان يثيب التحالف الثنائي الى رشدهم وترعوي قياداتهم وتكف عن التصرفات الهوجاء والاستباحة العملية للاراضي اليمنية بوقاحة لايحسدون عليها ليصل اليوم التذمر والاستنكار الى النخب الحاكمة كما في بيان بن دغر والجباري.
ورغم ان التحالف الثنائي قد كشفوا عن سوءاتهم دون خجل وهم يتقاسمون الاماكن الاستراتيجية في اليمن ومصادر الطاقة ومنابع الثروات اليمنية من غاز كما في بالحاف وبترول كما في شبوة وذهب كما في حضرموت ومواني وجزر ومضائق هامة وغيرها .. وكل ذلك يتم علناً وعلى عينك يارعوي..
الا انهم لم يرعوون بل ويتبجحون بلا خجل بانهم صرفوا المليارات في حرب اليمن.
نعم صرفوا المليارات فعلاً ولكن على مرتزقتهم ومليشيانهم التي صنعوها موازية للشرعية لا على الشرعية بهدف استعادة الدولة المخطوفة كما كان هدف العاصفة، وذلك ليمكن لهم مرتزقتهم في الارض مقابل فتات الاموال المدنسة.
اما الشرعية فيحتجزون قيادتها ويمنعونهم من اتخاذ القرارات السيادية وادارة المعركة ، وصاروا هم من يديرون المعركة وفق أهوائهم ومصالهم لا وفق متطلبات المعركة المطلوبة..
وهدا ما أطال أمـد الحرب وضاعف من معاناة الشعب ودفع اليمن لتصبح رقم 3 في مؤشر الفقر العالمي ببركة الاشقاء اللدودين.
وبسبب هده التصرفات غير السوية وغير المتوقعة من الاشقاء اللدودين بدات تظهر الاصوات الرافضة لهذا العبث باليمن المستنكرة للافعال (العمرية) لهدا التحالف.. ليس نسبة الى عمر ابن الخطاب فذلك ابعد من عين الشمس عن سلوك الاعراب ولكن نسبةً الى من قصده قول الشاعر الشاعر العربي:
المستجير بعمر حين كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار..
وبدات درجة ارتفاع هده الاصوات اليمنية ترتفع شيئاً فشيئاً حتى وصلت الى أعلى مستوياتها بصدور بيان الجباري وبن دغر وهما في أعلا هرم الشرعية اليمنية.. فماذا بعد؟!
هل يعي التحالف الثنائي كارثية مايفعله في اليمن؟!
وهل يعلمون انه لايضيع حق ووراءه مطالب؟!
وهل يعي ان تجريف الاوطان وتدمير مقدراتها ونهب ثرواتها لايسقط بالتقادم؟!
وهل تعي المملكة ان انتصار الحوثي لاقدر الله هو وبالاً عليها قبل غيرها.؟!
اسئلة كثيرة بحاجة الى اجابات عملية على الواقع لا مجرد الفاظ للاستهلاك الاعلامي قبل ان ينهض المارد اليمني من بين الركام.. وحينها لاعاصم من أمر الله.
