أشار الباحث اصيل سارية في بحثه المذكور أعلاه على موقع منظمة يمن بوليسي , على ان الحرب في اليمن قضت على ما تبقى من حرية للصحافة , استهدف الصحفيين مما جعل دور الصحفي في اليمن يشكل خطرا على حياته , واسرته وذويه , ويهدد حرية المجتمع بشكل عام , فلا ديمقراطية دون حرية , ولا حرية دون صحافة .
كما ذكر انتهاء مصير العشرات منهم اما قتلا او إخفاء قسري , وبعضهم في حكم المحكوم عليهم بالإعدام , ومن ضمن 180 دولة جاءت اليمن في المرتبة 167 في حرية الصحافة ,مع ان هناك لازال بعض الصحفيين الشجعان يخاطرون بأنفسهم , لضرورة الصحافة كمعلومات منفعة عامة , والاستقصائية منها لبعض الناشئين ,تسهم بشكل كبير في المساهمة بالحلول والمعالجات , التي تستند لتحليل علمي وشفاف لجذور تلك المشكلات , واهمية الصحافة تكم في الأهمية المؤكدة للحصول على معلومات مُثبَتة وموثوق بها. ويلفت هذا الموضوع الانتباه إلى الدور الضروري التي تحتاجها اليمن ,صحفيون مهنيون متمتعون بالحرية في إنتاج هذه المعلومات ونشرها عن طريق التصدي للمعلومات الخاطئة وغيرها من المحتويات والمضامين الضارة.
وساهمت الصحافة الاستقصائية في اظهار الانتهاكات بحقوق الانسان وكشف بؤر الفساد , رغم ما يتعرض له الصحفيين في الداخل , استطع الصحفيين من تزويد المنظمات الدولية بمعلومات استقصائية مهمة , كشفت المنتهكين من كل اطراف الصراع , وذلك بالتعاون مع شبكات دولية وإقليمية , والدور الخاص التي تطلع به شبكة اريج التي تأسست في 2005 في الأردن لدعم احترافية مستقلة ذات جودة عالية , يعزز من ثقافة الشفافية التي من شانها تكون أداة ردع لأطراف الصراع المتورطة بانتهاك حقوق الانسان , وهو دعم للحق , والدولة الضامنة لذلك الحق .
مع ظهور بوادر أنظمة استبدادية معروفة باستهداف الصحفيين وغيرهم من المنتقدين داخل حدودها , وقد باتت الآن، كما تفيد تقارير المنظمات الرقابية، تهدد على نحو متزايد حرية الصحافة في اليمن .
ولهذا ندعو المجتمع الدولي ومنظمات الأمم دعم الصحافة في اليمن وخاصة الاستقصائية , تنفيذ لمواثيقها الدولية , وعليه مساعدة الصحفيين ومدهم بالتأهيل والدعم المادي والمعنوي , والتصدي لتهديدهم في الداخل .
لا يمكن لليمن ان يصنع تغيرا دون حرية الصحافة , وأيقاظ الضمير الوطني والإنساني في المجتمع , وتفتح مجال واسع لتداول الآراء والرؤى , وتبلورها في حوار فكري وثقافي , يسهم في اثراء الواقع لينتج حلول مقنعة ترضي الجميع , الصحافة طاولة لحوار الأفكار والرؤى المختلفة , حوار للوصول لتوافق سياسي وفكري ينتج وطن يستوعب الجميع , ودولة ضامنة لحق الجميع دون تمايز وتنمر .
ومن المؤسف ان قوى العنف باليمن اتخذت العداء للصحافة والصحفيين , في الشمال والجنوب , مناطق سيطرة الحوثي والشرعية وحلفائها ,واستخدمت معهم سياسة العصاء والجزرة , وشترت ذمم البعض لتأمن , و بقى عدد من أصحاب الكلمة والراي الشجعان يخوضون صراع من تلك القوى , واغتيل بعضهم , واعتقل البعض الاخر , وتعرض البعض للإخفاء القسري , وهي جرائم لا تسقط بالتقادم .
حماية الصحافة والصحفيين , مهمة لا تقتصر على المجتمع الدولي , بل هي من تطلعات الطامحين بالدولة العادلة والمحترمة , من مناضلي الثورة الشعبية , لأنها أداة من أدوات الديمقراطية التي تحتاجها الثورة , وتسهم في تقويم مسارها و وتصويب سياستها , وفضح المتآمرين عليها .