حسين الصوفي*
اليوم تعترف إيران رسميا بمقتل مندوبها العسكري "المطلق" في صنعاء، المدعو حسن إيرلو، أحد أهم ضباط الحرس الثوري الإيراني والمسؤول المباشر عن المهام القذرة الاحتلال الايراني في اليمن.
ويأتي الاعتراف الإيراني المعلن بهذه الهزيمة الساحقة لها تحت ضغط المعلومات والوثائق (بالصوت والصورة) التي بحوزة أطراف عديدة عن حقيقة مقتل حسن إيرلو وغيره من قيادات الحرس الثوري وعناصر خطيرة لبنانية وعراقية وسورية من عملاء إيران.
صبيحة السادس من ديسمبر الجاري تعرضت مأرب لقصف عنيف وهيستيري بالصواريخ الباليستية، نحو ستة صواريخ هزت المدينة المكتظة بالسكان، وكلما سقط صاروخ نتداعى للسؤال عن الضحايا والأضرار، ولاحظت أنها كانت عشوائية، وتتساقط خاوية مشتتة، لفتت الانتباه بقوة للتوقف عند هذا الجنون والعبثية.
سقوط صاروخ باليستي بجوار مخيم مستحدث يأوي عدداً من الأطفال والنساء الذين شردتهم المليشيا، لا يمكن أن يحقق نصراً عسكرياً على الإطلاق، ولا يبدو هدفاً حتى لأكثر العصابات الاجرامية، فلماذا هذه الهستيريا وراء إطلاق الصواريخ؟!.
كتبت حينها أنه لا يوجد سوى تفسير واحد: مقتل عدد من ضباط الحرس الثوري في الجبهة الجنوبية لمأرب وعجز عصابات الاحتلال عن انتشال الجثث.
في ٦ ديسمبر أيضا نفذت طائرات التحالف العربي عمليات نوعية وبالغة الدقة في صنعاء وفي صحراء مأرب والجوف.
قبل استشهاد اللواء ناصر الذيباني "ابو منير" بأقل من عشرة أيام، التقيت ضابطا في وزارة الدفاع، وأثناء نقاشنا حول المعركة سمعت حوارا مع "الفندم ناصر" عبر جهاز اللاسلكي وملخصه انهم رصدوا "سمكة كبيرة" ايرانية في مكان ما في صحراء مأرب، وفي تفاصيل كثيرة في هذا اللقاء العابر وغيره كنت على ثقة راسخة أن قيادات المعركة في الجيش الوطني يملكون معلومات دقيقة وتفصيلية عن العدو وتحركاته، وأن المعارك تمضي ضمن خطط محكمة واحترافية.
بعد ايام استشهد اللواء البطل ناصر الذيباني، ومن خلال تتبع سيرته وبطولته فقد كان يدرك الدور الذي عليه القيام به، وكان توقيعه الأخير تصفية رأس الأفعى الأجنبية والامضاء على جثث الاحتلال الايراني بدمه الطاهر.
وبحسب يوميات المعركة فقد توفرت لدي معلومات نشرتها صبيحة ٦ ديسمبر عن اشتباك من مسافة صفر خاضه ابطال جيشنا الوطني مع عناصر تتحدث الفارسية، وان هناك جثث "مفقودة" هكذا قيل لنا، "مفقودة" لهذه العناصر الأجنبية!
اليوم تعترف إيران بمقتل حسن ايرلو، وسواء قتل في صحراء مأرب أو في غارة جوية في صنعاء، فإن الأسئلة التي ستجيب عنها الايام المقبلة: كم عدد قتلى الحرس الثوري في معركة ذنه؟! ومن هي القيادات التابعة لحزب حسن زميرة التي قتلت؟! وغيرها من تفاصيل دقيقة جدا توثق للهزيمة الساحقة التي تتعرض لها إيران في القادسية الجديدة في صحراء مأرب.
السلام على روحك الطاهرة يا أبا منير.
السلام على كل شهدائنا الأبرار.
السلام عليك يا مأرب.