"من يهن يسهل الهوان عليه" يجسد هذا الشطر من البيت الشعري حال الرئيس عبدربه منصور هادي الذي ظل يستجدي لقاء نائب وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان اشهرا كثيرة، وحين ابلغوه بالموافقة لبس بدلته قبل 12 ساعة من اللقاء الذي تم الليلة الماضية.
منظر هادي وهو يستجدي اللقاء يثير الشفقة ومظهره أقل من سكرتير أمام بن سلمان يثير موجة من البكاء المفرط على الحال الذي وصل اليه وأوصلنا جميعا.
"ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تدافع عنه كالرجال".. هكذا قالت أم الأمير أبو عبد الله محمد الثانى عشر المعروف بأبى عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس الذى سلم غرناطة للملك فرناندو والملكة إيزابيلا، ليطوى صفحة سبعة قرون ويزيد من الوجود الإسلامى في الاندلس.
لا وجه للشبه بين هادي وأبي عبدالله الصغير فالشعب اليمني هو الذي يدفع الضريبة دمعا ودما، وكل تنازل يقدمه هادي مقابل التخلي عن الرجال الأقوياء يعني تسليم ما تبقى من جسد الدولة للمليشيا وتفكيك اليمن والذهاب به نحو المجهول.
نعم تنازل الرئيس هادي عن السيادة وتحول الى مجرد سكرتير لدى خالد بن سلمان يستجديه ويترجاه بمنحه صلاحية اصدار وان قرار واحد، جاء بن سلمان يحمل حزمة من القرارات في المحافظات والوزارات ولديه اسماء جاهزة لهذه المناصب وكثير من هذه الشخصيات ستعمل على تقويض ما تبقى من الشرعية لكن لا يملك هادي حيلة حيال هذه التوجيهات السامية، التوجيهات المرتبطة بالتهديدات فإذا لم تغير محافظ شبوة وتعين بديلا عنه عوض ابن الوزير فلا وديعة في البنك وسنوقف الطيران.
العبث الذي يمارسه الاشقاء لا حدود له وكله بسبب تراخي وتهافت هادي، ويبدو ان هناك طبخة اخيرة يتم الترتيب لها ستنهي الشرعية، فبالاضافة الى ضغوط فرض العفاشي الاماراتي بن عوض في شبوة، هناك ضغوط لتفصيل مكان كبير لطارق عفاش، انهم يعيدوا صياغة الشرعية بالشكل الذي يعيدها الى حضن عفاش ورجاله، وهادي نايم في العسل.
كيف لموظف تم تسمينه سبع سنوات في احدى الحدائق الخلفية في الرياض ان يرفض أمر سيده، كيف لمن ينتظر المصروف نهاية كل شهر أن يراجع ولي نعمته او يحتج على قراره، هو يفهم أنه مجرد أراجوز ليس أمامه سوى التنفيذ، حتى مجرد المناورة غير متاحة.
ليش أمام الشعب سوى الثورة على الرئيس وعلى الاحزاب وعلى المنظومة الحاكمة وانتزاع قراره منها وفتح افاق جدية للسلام تنهي هذا الضعف والارتهان الذي وضعنا فيه الرئيس.