*منصور بلعيدي*
بعد الوحدة اليمنية *المغدورة* عادت الينا الامراض الاجتماعية الفتاكة التي تنخر عضام المجتمع وتصيب النسيج الاجتماعي في مقتل..
واخطرها على الاطلاق هو مرض الثأرات وقد ذاق الجميع ( تقريباً) ويلاتها وخاصة من اكتووا بنارها وفقدوا أعزائهم واحبابهم في هذا الصراع العقيم فما تحرق النار الا رجل واطئها.
هذه الامراض الاجتماعية غادرها المجتمع *الجنوبي* طوال ثلاثة عقود من الزمن تقريباً.
نال خلالها قسطاً وافراً من الامن والامان والاستقرار النفسي والشعوري وسادت فيه عدالة المساواة في الحقوق والواجبات والعيش الكريم وكانت محاكاة غير مباشرة لقوله تعالى ( وخلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا).
لكن سامح الله قادة الوحدة اليمنية فقد حققوا حلماً يراود اليمانيين كادوا بتحقيقه ان يطأوا باقدامهم الثريا ومالبثوا ان حولوا هدا المنجز التاريخي العظيم الى فيد ، وأثرة وتسلط أرعن فقضوا على ذلك الحلم الجميل بايديهم وقتلوا روح التوحد في قلوب اليمانيين..
وكأن الله تعالى لايراهم أهلاً لتحقيق حلم بهذا المستوى.
أعادوا الحياة للامراض الاجتماعية الفتاكة ومنها مرض الثأر المدمر.
واليوم تسفك الدماء البريئة الطاهرة على مذبح الثأر ويهدم سافكوها الكعبة الشريفة حجراً حجراً ويرمون بها في البحر عشرات المرات مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لان تهدم الكعبة حجراً حجراً ويرمى بها في البحر أهون عند الله من أراقة دم امرئً مسلم) .
ان قتل النفس التي حرم الله الا بالحق جريمة لاتغتفر فالمسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه كما ورد في الحديث الشريف.
يجب يتحرك الجميع ليضعوا حداً لنزيف الدم وازهاق الارواح البريئة عبثاً فالدم لايأتي الا بدم.
يجب ان يوقف هدا البركان وتخمد ناره قبل ان يلتهم مزيداً من الابرياء ،
ولاشك ان الحلول كثيرة ومتنوعة وليست مستحيلة.
ومن حقنا ان نتساءل:
اين العقلاء..؟!
اين المشائخ...؟!
اين الوجاهات الاجتماعية.؟!
أليس فينا رجل رشيد؟!
العرب في جاهليتهم وضعوا حداً لثاراتهم حين نهض فيهم رجال غيورون على اهلهم وناسهم وكان الشاعر العربي زهير بن ابي سلمئ احد اولئك الرجال الذي على ايديهم وقفت تلك الحروب القبلية وأخمدت نارها .
فهل نحن أعجز من الجاهليون؟!