موسى المقطري
أكثر من نصف عام مرت منذ تعيين هانس غروندبرغ مبعوثاً أممياً لليمن ، ولازال الرجل يجري جولات استطلاعية مكوكية ويعبر عن قلقه تارة وأمله تارة أخرى ، فيما كان من الأحرى الاقدام على خطوات عملية دون ضياع الوقت في الاستماع للروايات المختلفة للحل رغم أن المقررات الدولية وعلى راسها قرار 2216 قد وصفت المشكلة وقدمت الحل المرتكز على القرار الدولي ومخرجات الحوار والمبادرة الخليجية كمرجعية لعملية السلام الشامل وعززت المنظمة الدولية مؤخرا موقفها من جماعة الحوثي باعتبارها جماعة إرهابية وحضرت توريد الاسلحة اليها عبر القرار 2624 .
وكخطوة في مشوار فشل المبعوث الأممي الحالي تم الاعلان عن مشاورات الأردن لتضاف إلى جولاته المارثوانية الروتينية وشاركت الاحزاب بممثلين من الصف الثالث غالباً في المشاورات توقعاً منها لما يمكن ان تفضي اليه هذه المشاورات ، والذي في احسن حالاته لن يزيد عن "اللاشئ" باعتبار ان يمكن الحديث عن كل التفاصيل قد تم سابقا وفي أكثر من مناسبة وعلى مختلف الطاولات ولجميع المبعوثين السابقين ، ولا بارقة أمل جديدة إلا مشاورات عقيمة حول قضية تم قتلها تشاوراً ونقاشاً ولم يتم في الواقع انجاز شئ يذكر من قبل أي مبعوث دولي منذ بن عمر وحتى غروندبرغ .
لا ينقص القضية اليمنية حالياً مشاورات وأفكار جديدة ولا قرارات دولية ، لكن ينقصها فقط إرادة حقيقية من الأقليم والعالم تصب باتجاه استعادة الدولة وتثبيتها والكف عن دعم اي كيانات أو تشكيلات تتعارض أهدافها مع هذا المنحى ، والدفع باتجاه تطبيق القرارات الأممية وحشد الجهود الاقليمية والدولية في هذا الاتجاه .
ما الذي يمكن ان تقدمه مشاورات الاردن ما دامت كل المشاورات والنقاشات السابقة لم تؤدي إلى شئ يذكر إلا إطالة عمر الانقلاب المليشاوي وزيادة الضريبة الاقتصادية والاجتماعية التي يدفعها اليمن واليمنيون ، ولا هدف مرجو منها على الصعيد السياسي إلا تغطية فشل المبعوث الأممي واستهلاك الوقت في غير الوجهة التي ينبغي ان تسير باتجاهها الاحداث .
دمتم سالمين .