تعز والسبع العجاف

2022/03/23 الساعة 06:24 صباحاً

قبل سبع سنوات من اليوم كانت جحافل الحوثي تهاجم تعز حاملة معها كم هائل من السلاح والحقد  مشبعة برغباتها الدنيئة بنشر الموت والدمار المتكئ على أفكار عنصرية تتوارثها السلالة التي لاترى نفسها إلا في موقع السيادة والتحكم مُسخرةً الشعب لخدمتها ، مستبيحة دمه وماله وكرامته ، لكن تعز أعلنت رفضها لهذا المشروع واطلقت فكرة المقاومة له ، ومنذ ذلك اليوم لازال التعزيون يدفعون ثمن الحفاظ على كرامتهم ، ويقدمون خيرة رجالهم في تعز وفي كل جهات الوطن حاملين لواء الجمهورية التي لاسيد فيها ولامسود .

منذ سبع عجاف تتجرع تعز مرارات لم تتجرعها مدينة ، ويدفع التعزيون فاتورة ثقيلة أركانها ممارسات مليشيات الحوثي الانقلابية وعلى رأسها الحصار والقصف والقنص والاختطاف ، إضافة إلى الهجمات العسكرية الهادفة إلى التسلل للمدينة المحاصرة والتي تفشل في انجاح أي منها ، ولا ننسى الكم الهائل من الالغام التي زرعته مليشيات الموت في طرقات ومزارع ومنازل المواطنين في المناطق التي كانت تحت سيطرتها ، وهذه الالغام لازالت تحصد الابرياء ، والضحايا في تزايد مستمر .

رغم الفشل المتكرر في تحقيق نصر عسكري على الارض لكن المليشيات نجحت في تحقيق أكبر نسبة من الأذى بحق المدينة وأهلها ، فرصاصات قناصاتها لازالت تصطاد الأبرياء من سكان تعز ريفاً ومدينةً ، لا تستثني شيخاً أو طفلاً أو إمرأة ،  وقذائف مدافعها كل يوم تقلق المدينة وما حواليها ، وتصل إلى المرافق الصحية والتعليمية والرياضية حاصدة المزيد من الضحايا ، وكل ماهو مدني وضعه المليشاويون الانقلابيون هدفاً سهلاً لهم .

سبعة أعوام مرت والأمم المتحدة ترعى اتفاقات وتخوض في جولات مفاوضات مستثنيةً تعز والتعزيين من أي جهد لتخفيف معاناتهم من الحصار والقصف والقنص ، وكأن المدينة تُركت لقدرها تواجه الموت منفردة ، ورغم وصول المبعوث الأخير إليها ومعاينته قسوة الحصار والدمار الذي تتعرض له تعز إلا أن شئ لم يتغير ، وأضحت الزيارة اليتيمة حدث عابر لاتشبهه إلا تعبيرات القلق التي يطلقها مسؤلي المنظمة الدولية .

تحتاج تعز اليوم الى وقفة جادة من الإقليم والعالم يخرجها مما تعانيه نتيجة تمسكها بمشروع الدولة ، ورفضها السير في ركب الانقلاب المليشاوي العنصري ، وهذا موقف تشكر عليه لاتعاقب لأجله ، وليس من العدل أن تظل ضريبة هذا الرفض مفتوحة للأبد ، ولابد من تحرك عاجل لايقاف مسلسل الموت والحصار ، واعتبار تعز وما تعانيه قضية انسانية تحضى بالأولوية القصوى في كل تحرك سياسي يخص القضية اليمنية .

تعز لازالت تقاوم مشاريع الموت وستظل كذلك ، ومن وسط معاناتها هذه لازالت تعطي دروساً لمحبي الحرية والكرامة ، وكل يوم تشرق الشمس فيه هو مساحة أمل وعمل وفرصة جديدة لمقاومة المشروع الانقلابي ودحض أمنياته في السيطرة على البلد أرضاً وإنساناً .

دمتم سالمين .